هناك في كل شبر من أرض فلسطين حيث لا تصل آلة الحرب الإسرائيلية يوجد رمز للنضال، وكل حبة رمل من رمالها ارتوت بدماء أبنائها، وكل ثمرة تساقطت من شجرة الزيتون تحدثت عن قصة كفاح وطن للعودة أرضيه، فهناك رموز عديدة حين نراها نتذكرها ونربطها بنضال الشعب الفلسطيني، وهذه الرموز لها دلالات الصمود أمام العدو الصهيوني والاحتلال الإسرائيلي، والتي نستعرضها في هذا التقرير ،من باب التنويه وليس التذكير فنحن أبداً لا ننسى كل ما له علاقة بفلسطين
“شجرة الزيتون”
كعمق جذور الزيتون نحن في هذه الأرض إيماناً و ذاكرة ، سواء كنت فلسطيناً أو عربياً لا يهم طالما أنك تؤمن بالإنسانية فأنت حتماً لن تنسى غصن الزيتون ،هذا الرمز لا يمكن محوه من ذاكرتنا، حيث ارتبطت شجرة الزيتون بذاكرتنا كدليل على المقاومة والنضال الفلسطيني، في مدينة بيت لحم وبالتحديد قرية الولجة والتي تحتوى على أكبر شجرة زيتون في العالم وأقدمها، حيث يبلغ عمرها 5500 سنة، كما يقول أهالي القرية، ويبلغ محيطها ما يقرب من 25 مترًا، وترتفع إلى 13 مترًا، تنتج الشجرة حسب وزارة الزراعة الفلسطينية ما يقرب من 500 إلى 600 كيلوجرام من الزيتون.
وقد أُرخت معالم تلك الشجرة في وزارة الإرشاد والزراعة الفلسطينية على أنها من أقدم الأشجار في العالم كما وتعد الشجرة رمزًا للصمود والمثابرة أمام الاحتلال الإسرائيلي.
“الكوفية أو الشال الفلسطيني”
يعد الشال أقدم رمز من رموز النضال الفلسطيني، حيث اتخذها أهالي فلسطين رمزاً لمقاومتهم منذ عام 1936 حين كان الاستعمار البريطاني، أول من ارتداه الفلاحون في قرى فلسطين، كما يوجد مصنع واحد فقط يقوم بإنتاجه في الضفة الغربية يعمل منذ عام 1964 .
هنا قصة تداولها أهالي فلسطين كانت سبب في اتخاذه رمز للانتفاضة، حيث كان يرتديه شاب فدائي فلسطيني ملثم قاوم الاحتلال البريطاني، وكانوا يبحثون عنه ولم يستطيع أحد التعرف عليه، ومن حينها اتخذها الفلسطينيون رمزًا للمقاومة، وحسب التراث الفلسطيني يرمز الشال إلى عدة رموز منها، شبكة الصيد، والخطوط التي على حافة الشال ترمز إلى ورق الزيتون، وقد اشتهر الشال الفلسطيني حول العالم وأصبحت أيقونة للنضال الفلسطيني .
“مفتاح القدس”
وكي لا ينسي الجميع مفتاح القدس الذي يأمل فيه جموع الفلسطينين، هو أحد رموز المقاومة والمطالبة بحق العودة، فلا توجد مسيرة ولا مظاهرة فلسطينية إلا وكانوا يحملون رمزاً لمفتاح القدس الكبير، وما زالت العجائز في مخيمات اللجوء والمنافي يحملون في أعناقهم قلائد لمفتاح القدس كناية عن حقهم في العودة وحبهم القديم للقدس الذي لا زال يحيى فيهم رغم المسافة
” البطيخ الأحمر “
استخدام البطيخ كرمز فلسطيني ليس جديداً إذ ظهر لأول مرة بعد حرب الأيام الستة عام 1967، عندما احتلت دولة الكيان الإسرائيلي الضفة الغربية وقطاع غزة، وضمت القدس الشرقية. وفي ذلك الوقت، جعل الكيان الإسرائيلي عرض العلم الفلسطيني علناً بمثابة جريمة جنائية في غزة والضفة الغربية.
في المقابل وللتحايل على الحظر، بدأ الفلسطينيون في استخدام البطيخ لاسيما أنه عند تقطيعه يحمل نفس الألوان الوطنية للعلم الفلسطيني وهي الأحمر والأسود والأبيض والأخضر، بحسب تقرير نشرته صحيفة “ذا تايم”.
ورفع الكيان الإسرائيلي الحظر على العلم الفلسطيني في عام 1993، كجزء من اتفاقيات أوسلو، التي استلزمت الاعتراف المتبادل من قبل إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية وكانت أول اتفاقيات رسمية لمحاولة حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود وتم قبول العلم باعتباره يمثل السلطة الفلسطينية، التي ستدير غزة والضفة الغربية.
“حنظلة ” رمز الطفولة والمرارة
رمز الطفولة التي لم تنتهي ، ذاك الطفل الذي يعادي الاحتلال رغم حداثة عهده بالنضال، إلا أن الطفل الفلسطيني طفولته مبتورة وربما تبدأ طفولته بالنعش مباشرة
حنظلة شخصية كاريكاتيرية رسمها الفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي وسط يأسه، وهو طفل رثّ الثياب، حافي القدمين، يدير ظهره دائمًا للعالم وكأنه يدعو المشاهد ليرى ما يراه. وبحسب الفنان ناجي العلي فحنظلة وُلِدَ في العاشرة من عمره، كما أنه سيظل في العاشرة أيضًا، يراقب حنظلة وحشية الاستعمار الاستيطاني، ويكشف الطبيعة القاتلة للتجربة الصهيونية. لكنه يكشف أيضًا عن محنة المضطهدين في المنطقة، سواء كان ذلك بسبب القمع الذي يمارسه عليهم الطغاة المحلّيون، أو من قبل أكبر مموّل للعنف في العالم “الولايات المتّحدة”.
وهنا يجب أن نقول أن أحدث رمز فلسطيني أقدم من كيان الاحتلال قاطبة، وحضارة فلسطين برمزيتها و جذورها لن تمحيها آلة العدو الإسرائيلي الإعلامية ولا العسكرية حتى