لم يكن يخطر ببال العدو أن تتجرأ دولة عربية بالتحرك بخطوات فعلية تلحق الضرر بهذا الكيان مهما بلغت حجم جرائمه ضد المدنيين في غزة، وهذا ما كان يغريه في الإبحار بسفك الدماء الفلسطينية طالما أمن عاقبة الرد.
لكن إعلان اليمن دخول المعركة على طريقتها أعاد خلط الأوراق لدى هذا الكيان، فما كان يخشاه قد حدث وضاق عليهم مضيق باب المندب حتى عجزت سفنهم عن المرور عبره دون ان تتلقى نصيبها من ذخيرة البحرية اليمنية الساهرة على سلامة المضيق من بضائع الكيان.
هذا الواقع الجديد على الكيان خلق ازمة حقيقية بدأ يدرك عواقبها ويستصرخ أمريكا للتدخل من أجل كسر القبضة التي تخنق اقتصاد هذا الكيان.
هذا الواقع الذي دفع قائد سلاح البحرية “الإسرائيلية” السابق، “اليعيزر ميروم” ، للاعتراف أنّ القوات المسلّحة اليمنية تفرض حصاراً بحرياً كاملاً على “إسرائيل”، وهوما أدّى إلى تعطيل حركة البضائع بنسبة 95% من حيث دخول وخروج البضائع إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفق ما قال.
لم يقتصر خوف الكيان من التدخل اليمني على تصريحات الساسة او وسائل الإعلام بل لجأ مجلس الأمن القومي “الإسرائيلي” إلى إصدار تعليمات عاجلة إلى موانئ الكيان لإزالة المعلومات المتعلقة بوصول ومغادرة السفن من مواقعها الإلكترونية.
هذا التحذير جاء عقب الاستهداف الذي تعرضت له ناقلة الكيماويات النرويجية “ستريندا” على بعد ستين ميلاً عن مضيق باب المندب يوم الإثنين الماضي والتي كانت في طريقها الى ميناء الكيان .
وفي الوقت نفسه، تستمر القوات المسلحة اليمنية في منع السفن الصهيونية او المتعاونة معها من الملاحة في بحر العرب والبحر الأحمر، حتى يتم رفع الحصار عن غزة وإدخال المساعدات الغذائية والدوائية.
حيث يعتبر مضيق باب المندب ممرًا حيويًا للكيان، الذي تمر عبره 95٪ من البضائع الداخلة والخارجة للكيان ، وتأتي جزءً كبيراً منها من الصين ودول شرق آسيا ، وهو ما يشكل ضربة قاصمة لاقتصاد الكيان يصعب عليه تحمله.