شتانَ بين دولة عريقة عبرت من خلالها عدة حضارات وبين كيان أحدثته سياسة الغرب، وبين شعب حقيقي وشعب مزيف.
وفي هذا السياق قال السيد الرئيس “بشار الأسد” خلال اجتماع اللجنة المركزية لحزب البعث: “عندما لا يكون الشعب حقيقياً ننظر إليه ونرى اليوم كيف أن هذا الشعب هو شعب مركب، يعني كالألعاب التركيبية للأطفال “ليغو”، من الألعاب التركيبية”.
وبيّن الرئيس “الأسد” أنه يمكن أن نبني شخصاً، إنساناً طوله متر، وربما إنسان طوله عشرة أمتار ويشبه كثيراً الإنسان الحقيقي، ولكن ليس فيه روح، لا يتحرك، لا يمكن أن يعيش، لأن المجتمعات تُبنى عبر تراكم حضاري فيه جغرافيا وفيه تاريخ وفيه ثقافة، وفيه عقيدة، وفيه أشياء مختلفة تبني المجتمع.
وأكّد أن الكيان الإسرائيلي بُني ليس عبر تراكم حضاري وإنما عبر قرار سياسي، والسياسة لا يمكن أن تبني شعوباً ولا يمكن أن تؤسس لحضارات، السياسة عندما تريد أن تبني شعباً فهي تقدم لنا مسخ، مسخ عبارة عن حالة شاذة تعيش بشكل مناقض لقوانين الطبيعة، لقوانين الإنسانية، مناقضة للشعوب الأخرى التي تعيش حولها.
وأشار إلى أن التوافق مع قوانين الطبيعة يخلق إنساناً سوياً ومستقراً، والتناقض مع قوانين الطبيعة يخلق إنساناً ومجتمعاً مريضاً ومعقداً كإنسان لديه كل عقد العالم غير القابلة للإصلاح، لذلك يكون مضطرباً، خائفاً، عنيفاً لدرجة الإجرام، هذا ما نراه اليوم في قطعان المستوطنين، كيف تقتل وتتلذذ بدماء الفلسطينيين، هذه حقيقة أن هذا الشعب هو شعب مضطرب، نراها في تصرفات هذا الجيش الصهيوني المطلق العنف والإجرام إلى درجة الهيستيريا، والجبان بنفس الوقت إلى حد الانهيار.
وتابع أن النقطة الثانية أو الحقيقة الثانية هي هجمة الأساطيل الغربية إلى الكيان الإسرائيلي خلال الأيام الأولى مع هجمة المسؤولين، لم يأت كل هؤلاء لكي يقدموا الدعم للكيان بالمعنى العسكري، الدعم موجود، المستودعات موجودة في كل المناطق، في الشرق الأوسط وفي أوروبا هي في خدمة الكيان، فلماذا قاموا بهذا العمل؟ لأن إسرائيل كانت تنهار.
وشدد على أن الكيان أولاً هي الابن الشرعي للاستعمار، هذه الهجمة هي هجمة الأم لحماية ابنها، بهذه الطريقة، لا تفسر بأي طريقة أخرى، لم تكن من أجل تهديد الحزب أو من أجل تهديد إيران، كل هذا الكلام غير صحيح لأن الأساطيل موجودة في الخليج وموجودة في البحر المتوسط ولا حاجة لتحريكها بضع مئات من الكيلومترات لكي يغيروا التوازن.
ونوّه بأن الرسالة الحقيقية كانت للمجتمع الإسرائيلي المنهار، وهذا يؤكد أن هذا المجتمع هو مجتمع مركب، يعني هذا المجتمع لديه كل الدعم الدولي منذ القرن التاسع عشر قبل أن تنشأ إسرائيل بشكلها الحالي، مقابل مجتمع مُحاصر ومُحارب دولياً ومُقتل إسرائيلياً، نلاحظ درجة التماسك والصمود الموجودة لديه.