إن ما قدمه الغرب للكيان الإسرائيلي لم ينهك عزيمة المقاومة الفلسطينية التي أصبحت قدوةً بالصمود والتحدي.
حيث قال السيد الرئيس “بشار الأسد” خلال اجتماع اللجنة المركزية: “ما هو السؤال الشائع اليوم؟ من خسر المعركة حتى الآن؟ لا نقول من ربح المعركة، من خسر، هل الإسرائيلي الذي خسر الكثير من الجنود أكثر مما خسر في معظم الحروب والسمعة وأشياء كثيرة في الداخل؟ أم هو الفلسطيني الذي خسر عشرات الآلاف من الأرواح ودُمرت مدنه بشكل شبه كامل في بعض المناطق؟”.
وأكد الرئيس “الأسد” أنه إذا أردنا أن نكون موضوعيين نستطيع القول من يحدد هذه الخسائر أو الأرباح هو الطرف المقاتل نفسه، كلا الطرفين بالطريقة التي يراها، فكل شخص يرى الحرب من زاوية مختلفة.
وأوضح أن هذا الشيء لو أردنا أن نقيسه على المعارك في سوريا، المعركة الكبرى أو المعارك الصغرى، نستطيع أن ننظر إليها من زوايا مختلفة، ولكن هناك مقارنات، حقائق، لا يمكن القفز فوقها هي التي تجعلنا ننظر للمعركة من الخارج بطريقة مختلفة عن النقاش السطحي جداً اللامبدئي الذي يدور، مقارنة واحد من أقوى الجيوش في العالم، الجيش الإسرائيلي من أقوى جيوش العالم وليس المنطقة، هو أقوى جيش في المنطقة بكل تأكيد من الناحية التقنية على الأقل والتدميرية، مع مجموعات من المقاتلين المقاومين الذين لا يتجاوزون بضعة ألوية في هذا الجيش، هو بحد ذاته إهانة لا مثيل لها، هو فضيحة بالنسبة للجيش الإسرائيلي بالمعنى العسكري، ليس بالمعنى الأخلاقي، “مرّغوا أنفه في التراب” بكل بساطة.
وأضاف أن النقطة الأخرى هي التفوق الفلسطيني في نشر الحقيقة ونشر المعلومة، بالرغم من أن حتى الكهرباء والإنترنت والاتصالات ممنوعة عنه، ولكنه قام بعمل إعلامي فعلاً كان مذهلاً لنا جميعاً، مقابل خسارة الرواية الصهيونية كما قلت قبل قليل، وهي التي تتحكم في الرواية العالمية، يعني كل أفلام هوليود على مدى قرن من الزمن وأكثر توجه العالم كله باتجاه رواية واحدة، فتمكنوا من كسر الهيمنة الصهيونية على هذه الرواية، كما قلت حتى في الساحة الأهم وهي الولايات المتحدة الأمريكية.
وشدد على أن المقارنة الأهم هي المقارنة الأخلاقية، نلاحظ كيف تعامل الصهاينة جيشاً ومستوطنين مع الأسرى الفلسطينيين كباراً وصغاراً، مدنيين وعسكريين، أطفالاً، شيوخاً، رجالاً، نساءً لا يهم، بشكل وحشي، مقابل التعامل الأخلاقي للفلسطيني مع الأسرى الصهاينة، لدرجة أن هذا التعامل أرعب مؤسسات الكيان الإسرائيلي التي حاولت بشتى الطرق أن تعتم على ردود أفعال الأسرى الصهاينة ولكنها لم تتمكن، وهذه المقارنة هي ليست مقارنة صعبة بل مستحيلة، وهي التي تثبت بأن الطرف الأول، الصهيوني هو ليس شعباً، أو شعباً وهمياً وكاذباً ومزيفاً، والطرف الآخر هو الطرف الأصيل الحقيقي وهذا الانتصار هو انتصار حضاري.