بعد أن شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعاً طفيفاً بما يزيد عن 3 في المئة و ذلك بدعم من ترقب المستثمرين لتحركات محتملة من قبل منتجي مجموعة أوبك+ لخفض الإنتاج ودعم الأسعار.
حيث قالت مصادر في أوبك+ إن المجموعة التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول”أوبك” و حلفاءها ستناقش خيارات من بينها خفض إنتاج الخام 100 ألف برميل يوميا.
و ينتظر أن تحدث العودة الكاملة للنفط الإيراني بصدمة قوية ستقلب معادلة السوق من أول لحظة حيث تحشد إيران ناقلات محملة بما يزيد عن 70 مليون برميل تدخل السوق من اليوم الأول لرفع العقوبات مما سيطيح بأسعار النفط ويخلق واقعا جديداً لأوبك+ ويطيح بخطتها الساعية للتحكم في العرض والاحتفاظ بمستوى لا يمكن النزول تحته بالنسبة إلى الأسعار.
و قد أكد خبراء أن هذه العودة مدعومة من أكثر من جهة و خاصة من الولايات المتحدة التي باتت على اقتناع أن هذه الخطوة ستقود إلى تراجع الأسعار، وتمكنها من معاقبة السعودية على عدم تجاوبها مع المطالب الأميركية بضخ المزيد من النفط في السوق، بل العكس هي تلوّح مع بقية دول أوبك+ بتخفيض في الإنتاج.
و ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” آراء بعض المحللين أن تلميح الأمير عبدالعزيز بن سلمان بشأن خفض الإنتاج كان موجهاً إلى البيت الأبيض كتحذير لما سيحدث إذا انتهى الأمر بإبرام الولايات المتحدة صفقة مع إيران.
و أنه يمكن أن تؤدي إعادة تنشيط صناعة النفط الإيرانية إلى تغييرات هائلة في توقعات النفط العالمية.
كما تعمل إيران على بناء علاقاتها مع العديد من الشركاء التجاريين في جميع أنحاء العالم، وأبرزهم فنزويلا التي تخضع بدورها للعقوبات حيث تم توقيع اتفاق تعاون استراتيجي لمدة 20 عاماً بين إيران و فنزويلا المنتجتين للنفط و الخاضعتين للعقوبات الأمريكية.
ففي الأشهر الأخيرة تجاهلت عدة دول العقوبات الأميركية بشكل أكثر علانية في مواجهة انعدام أمن الطاقة، مما أدى إلى زيادة بنسبة 580 في المئة في دخل النفط والمكثفات الإيرانية من مارس إلى يوليو مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
و في السياق ذاته فإن أوبك يمكن أن تنتج بسهولة 30.5 مليون برميل يومياً إذا عادت إيران.
كما ستساعد عودة النفط الإيراني إلى السوق على كسر الاعتماد عن أيّ قوة نفطية بعينها حيث أجبرت العقوبات المفروضة على النفط الروسي الولايات المتحدة على اللجوء إلى السعودية للحصول على إمدادات نفطية أكبر في الأشهر الأخيرة و من شأن الإفراج عن النفط الإيراني أن يجعل أسعار هذه المادة أكثر تنافسية وسيعني هذا أن السعودية ليست القوة النفطية المهيمنة في منطقة الشرق الأوسط.
حيث عمدت إيران إلى زيادة إمداداتها النفطية تدريجيا في الأشهر الأخيرة، لتكون جاهزة للتصدير إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن ملفها النووي مع الولايات المتحدة.
ففي ظل تلك المتغيرات في العالم و تجاهل أغلب الدول الخاضعة للعقوبات الأمريكية اقتصاديّاً لم تعد تستطع أمريكا بسط سلطتها و هيمنتها كما السابق فأمريكا اليوم ليست كالأمس.