لم نرى الكيان الصهيوني مهزوزاً مذلولاً كما نراه اليوم، لطالما كان متعجرفاً متباهياً بقوته العسكرية وجنوده الذين ظهروا على حقيقتهم الضعيفة فما استطاعوا الصمود أمام المقاومة.
وفي هذا السياق كتبت قناة “العالم” عبر موقعها الإخباري مقالاً، قالت فيه: “تجرّع الكيان الإسرائيلي ولأول مرة في تاريخه مرارة الهزيمة، بعد أن حطمت معركة “طوفان الأقصى” كبرياءه المزيف، ونسفت “أسطورة جيشه الذي لا يقهر”، وبات من المستحيل على أمريكا والغرب أن يعيدوا سطوة هذا الكيان التي فطست، تحت أقدام شباب المقاومة، إلى ما قبل 7 تشرين الأول”.
المقاومة تصيب الكيان في مقتل….
أوضح المقال أن الخبراء العسكريون أكدوا نجاح المقاومة بغزة في تدمير 1000 آلية عسكرية للاحتلال، وهو ما يعني تدمير آليات 3 فرق كاملة، مؤكدا أنه عندما يوقف الاحتلال صفقات دبابات ميركافا كان قد عقدها مع قبرص والمغرب، وعندما يقترب العدوان على غزة من الدخول في شهره الرابع دون تحقيق أي هدف من أهدافه، وعندما تكشف المستشفيات في الكيان الإسرائيلي، عن حصيلة صادمة للمصابين بصفوف قوات الاحتلال وصلت منذ بدء العدوان إلى أكثر من 20 ألف مصاب، بينهم 3000 أصيبوا بإعاقات دائمة، أما القتلى فقد سمح الاحتلال بنشر أسماء 501 قتيل فقط، فأعلم أن كيان الاحتلال أصيب في مقتل”.
وعندما يستجدي الكيان الإسرائيلي الوسيط القطري للضغط على المقاومة لتقديم تنازلات في صفقة تبادل الأسرى، بينما تصر المقاومة على عدم فتح باب التفاوض حتى إيقاف العدوان بشكل كامل، وعندما يقول مستشار الأمن القومي في الكيان الإسرائيلي السابق “مئير بن شبات” أن لدى المقاومة ثقة الآن لرفض أي صفقة لا تمنحها النصر، معترفا أن “ظروف عمل قواتنا أصبحت أصعب بينما تحسنت ظروف حماس”، وعندما ترتفع الأصوات التي كانت خافتة في السابق، بعضها صادر من رتب عالية في جيش الاحتلال وهي تحذر من أن “انتصار المقاومة في المعركة يمثل ضربة إستراتيجية غير مسبوقة” للكيان على مستوى موقعه الإقليمي وقدرته على الردع.
وتابع المقال: كذلك على قدرته المستقبلية في مواجهة خصومه، وعندما يعترف رئيس هيئة الأركان العامة السابق لجيش الاحتلال “دان حالوتس”، بأن “الحرب لن يكون فيها أي نصر، ولن تحمل سوى الخسارة، وأن النصر الوحيد هو أن يترك “نتنياهو” وظيفته، وعلينا دفع الإسرائيليين نحو تحقيق هذا الهدف”، فاعلم أن الكيان بدأ يتآكل من الداخل.
الصحافة العالمية تكشف الفشل الصهيوني….
إن الصحافة العالمية بدأت في الحديث عن فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه؛ فأولاً صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية شككت في قدرة الكيان الإسرائيلي على تفكيك المقاومة، بل رأت أنه هدف غير واقعي، وربما مستحيل.
وثانياً وقفت صحيفة “الغارديان” البريطانية، أمام خبر رفض “نتنياهو” طلبات من الموساد ووزارة الحرب والشاباك لمناقشة خطة ما بعد الحرب في غزة، لأنه يعلم أنه ليست لديه أدنى رؤية لما سيحدث، سوى البقاء في منصبه ضمن حكومة وحدة يرتبط بقاؤها باستمرار الحرب، فاعلم أن العد العكسي لانهيار الكيان قد بدأ.
ولفت إلى أن كل ذلك جعل المراقبين يستذكرون مقولة الكاتب المصري المعروف “محمد حسنين هيكل”، التي قال فيها أن زوال الكيان الإسرائيلي يبدأ في أول معركة تُهزم فيها، ولم يشهد كيان الاحتلال هزيمة في تاريخه المشؤوم، كما يشهدها اليوم، فبعد قتل الاحتلال لأكثر من 21 ألف إنسان أغلبهم أطفال ونساء ومرضى وعجزة، وتدمير أكثر من نصف غزة، لازالت صواريخ المقاومة تدك عمق الكيان، ومازالت دباباته ومدرعاته هدفاً للمقاومين، هذه الحقيقة، أي حقيقة اقتراب الكيان الإسرائيلي من مصيره المحتوم، نزلت على رؤوس زعماء هذا الكيان ورعاته في الغرب وفي مقدمتهم أمريكا، كالصاعقة، فأصيبوا بما يشبه الارتجاج في الدماغ، وبدؤوا يهجرون، وهم يرون حلمهم ينهار، وأطلقوا تصريحات، لا يمكن وصفها إلا بالهذيان.
فخلال اليومين أو الأيام الثلاثة الماضية، تناقلت وسائل الإعلام والصحافة ومواقع التوصل الاجتماعي، تصريحات صهيوأمريكية؛ منها: التصريح الذي أدلى به السيناتور الأمريكي “ليندسي غراهام”، لشبكة “فوكس نيوز” الأمريكية يوم الخميس الماضي عندما قال فيه أن المقاومة اليمنية تتلقى تمويلاً من إيران، وبالتالي يجب محو إيران من خريطة العالم.
والتصريح الثاني فهو لوزير خارجية الكيان “إيلي كوهين”، الذي هدد بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” يوم الأربعاء الماضي وبشكل مباشر باغتيال الأمين العام لحزب الله السيد “حسن نصر الله”.
وفي سياق هذا الهذيان طالب وزير الحرب الإسرائيلي السابق “أفيغدور ليبرمان”، بالسيطرة الأمنية على شمال قطاع غزة، وإنشاء شريط أمني بعمق كيلومتر واحد على الأقل، داخل أراضي القطاع، واحتلال جنوب لبنان، وتمركز الجيش، على نهر الليطاني، وتدمير محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، فضلاً عن دعوته لتهجير 1.5 مليون نسمة من سكان قطاع غزة نحو سيناء
الكيان يهذي من حمّى الطوفان…
أشار المقال إلى أن ما قاله “غراهام” عن محو إيران من الخريطة، و”كوهين” و”ليبرمان”، عن محو إيران واغتيال السيد “نصرالله” واحتلال جنوب لبنان، ليس سوى هذيان طبيعي، سببه طوفان الأقصى، فالطوفان دمر كل ما بنوه على مدى 80 عاماً، خلال يوم واحد، كما أزاح كل المساحيق التي اختفى خلفها الغرب وأمريكا وزعماء الكيان الإسرائيلي، وظهروا على حقيقتهم، مجموعة الوحوش البشرية، تحاول التحكم بالعالم، وتستهزئ بالعدالة وتخرق القانون والأعراف الدولية والانسانية وتهدد بإبادة شعوب ومحو دول من الخريطة، واحتلال أراضٍ وتنفيذ اغتيالات، فهي لا تفهم إلا لغة واحدة هي لغة القوة، وهي اللغة التي استخدمها محور المقاومة لمخاطبتهم، فإذا بهم يهذرون ويهذون، بعد أن كانوا يحتلون ويعتدون ويقتلون ويغتالون بصمت.
ختاماً…..
إذا كان ما يفعله هؤلاء مجرد هذيان وأحلام مستحيلة التحقيق لأن المقاومة ومن يحمل القضية لهم بالمرصاد، فما مصير الخونة المطبعون مع الكيان؟، هل بالأصل لهم أحلام، أم يسيرون مع القطيع من أجل مصالح لم يعد هناك مجال لتحقيقها؟!