بكل وحشية وضمير متعفن باللاإنسانية يعلّق الأمريكي بقلب لا يعرف للشفقة طريق على أحداث غزة؛ وبكل وقاحة يدافع المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “ماثيو ميلر” عن الكيان بزعمه أنّ الولايات المتحدة لا ترى أي أعمال إبادة في قطاع غزة، جاء ذلك تعليقاً على بدء جنوب أفريقيا إجراءات قضائية ضد الكيان الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية تتعلق بالإبادة الجماعية في قطاع غزة، حيث قال:
“الولايات المتحدة لا ترى أي أعمال في غزة تشكل إبادة جماعية، هذه مزاعم يجب التحقق منها بعناية.
بدورها أعلنت محكمة العدل أنها ستعقد جلسات علنية يومي الحادي عشر والثاني عشر من الشهر الحالي بناءً على طلب جنوب أفريقيا، بينما قال الاحتلال أنه سيدافع عن نفسه في مواجهة هذه الاتهامات.
ولم تقف الأمور هنا فقد قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي “جون كيربي”:
أنه “نجد أن هذه الدعوي لا أساس لها من الصحة وتأتي بنتائج عكسية وتخلو تماماً من أي أساس”، بمحاولةٍ منه تخليص ذيله المبتور الذي ألقاه في المنطقة من فشله المتتابع يوم بعد يوم منذ بدء المعركة في 7 تشرين الأول الماضي.
وجاء ذلك بالتزامن مع التقديرات الأولية للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان التي تفيد باعتقال جيش الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن مئتي سيدة وطفل من قطاع غزة من أصل ما يزيد عن ثلاثة آلاف حالة اعتقال مُسجلة؛ دون وجود أي معلومات رسمية عن مواقع احتجازهم أو الظروف والتهم الموجهة لهم.
وأشار المرصد إلى عدم وجود إحصائيات دقيقة لعدد المعتقلين من غزة حتى هذا اليوم، وذلك نظراً لحوادث الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي داخل القطاع، فضلاً عن صعوبة تلقي البلاغات بسبب تشتت العائلات وانقطاع الاتصالات والإنترنت شبه الدائم.
ولكن إذا كانت أمريكا لا ترى إبادةً جماعية يمارسها الكيان في غزة، فماذا تسمي إذاً القتل والتهجير والتخريب والدمار والحرب البربرية على قطاع غزة؛ وإحراق الأخضر واليابس فيها، وكل الممارسات الإجرامية للكيان في غزة؟!