دعت مؤسسة القدس الدولية الأهالي في القدس والأراضي المحتلة عام 1948 والضفة الغربية إلى النفيرِ العامِّ، والرباط في الأقصى في هذا الموسمِ الخطيرِ منَ الأعيادِ اليهودية والتصدي للمستوطنينَ المقتحمين.
وفي بيان صحفي للمؤسسة طالبت القيادة الأردنية والأوقاف الإسلامية في القدس بمواقف عملية مجدية تردع الاحتلال الذي يهددُ المسؤوليةَ التي يضطلعُ بها الأردن تُجاه الأقصى.
وتناول البيان أن “جماعات المعبد” اليهوديَّة المتطرفة وحكومة الاحتلال تستعد لتنظيمِ واحدةٍ من أعتى موجاتِ الاعتداءِ على المسجدِ الأقصى، بالتزامنِ مع موسمِ الأعيادِ اليهودية في الأيام القليلة القادمة.
وفي سياق متصل استنهضت ضمائر الجماهير العربية والإسلامية للتفاعلِ بقوةٍ معَ ما يجري في الأقصى، وعدمِ تركِ الأقصى وحيدًا مستباحًا.
وكما دعت إلى تنفيذِ الوقفاتِ، والتظاهراتِ، والفعالياتِ المختلفةِ نُصرةً للأقصى وذلك اعتبار أيام الجمعة 30-9 و7-10 و14-10 ودعتها بأنها أيام نصرة حاشدة للأقصى.
وطالبت بذلك الأحزابَ والقُوى والفصائلَ والهيئات والمؤسسات والاتحادات والروابط بإعلانِ حالةِ الطوارئِ والشروعِ في فعالياتٍ مستمرةٍ في الأيامِ القليلة القادمة.
وكما شدت على أيدي علماءِ الأمةِ ووسائلِ الإعلامِ ومنصاتِ التواصلِ لتعبئةِ الجماهيرِ، وحثِّها على التحركِ بكلِّ وسيلةٍ ممكنةٍ دفاعًا عنْ مسرى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلَّم.
داعيةً الحكوماتِ العربية والإسلامية إلى القيامِ بواجبِها، وتحمُّلِ مسؤولياتِها، ووقفِ عبثِ التطبيعِ معَ الاحتلال وتوفيرِ الدعمِ المطلوبِ سياسيًّا وماديًّا ومعنويًّا للأقصى، والفلسطينينَ المرابطينَ.
وفي السياق ذاته أوضح بيان المؤسسة أنه من الأهمية بمكانٍ أنْ يتوضح للأمة العربيةِ والإسلاميةِ حجمُ الاعتداءاتِ المتوقعةِ على المسجدِ الأقصى في هذه الأعيادِ.
ففي السادسِ والعشرينَ والسابعِ والعشرينَ منْ شهرِ أيلول الجاري سيحتفلُ المستوطنونَ اليهودُ بعيدِ رأسِ السنةِ العبريةِ، ويسعونَ إلى نفخِ البوقِ في المسجدِ الأقصى، واقتحامِ المسجدِ بأعدادٍ كبيرةٍ وبلباسِ التوبةِ الأبيضِ الذي هو في الوقتِ عينِه لباسُ طبقةِ الكهنةِ وَفق مزاعمِ اليهودِ.
وأضاف البيان: “وفي الخامسِ منْ تشرين الأول 2022 يحيي اليهودُ عيدَ الغفرانِ الذي يشملُ محاكاةَ طقوسَ “قربانِ الغفرانِ” في المسجدِ الأقصى، والرقصَ، والنفخَ في البوقِ، علاوةً على تنفيذِ اقتحاماتٍ كبيرةٍ، يُتوقعُ أنْ تبلغَ ذروتَها يومَ السادسِ من الشهرِ المذكورِ”.
وتابع: “وفي المدةِ بينَ العاشرِ حتى السابعَ عشرَ منْ شهرِ تشرين الأولِ/أكتوبر 2022 يحلُّ عيدُ العُرْشِ الذي ينوي فيه المستوطنونَ اليهودُ إدخالَ القرابينِ النباتيةِ إلى الأقصى، على وقعِ سباقٍ بينَ “منظماتِ المعبدِ” لتحقيقِ عددٍ قياسيٍّ منْ مقتحمي الأقصى يفوقُ عددَ المقتحمينَ في عُرشِ العامِ الفائتِ”.
وأشارت إلى أن موسم الأعياد يأتي في ظلِّ صعودِ أجندةِ الاحتلالِ ومستوطنيه المتمثلةِ بجعلِ المسجدِ الأقصى ميدانًا مفتوحًا لإقامةِ الصلواتِ والطقوس اليهوديةِ فيه بوصفِه “المعبدَ” المزعومَ، معَ عودةِ الاحتلالِ للتعويلِ على إمكانيةِ تحقيقِ التقسيمِ المكانيِّ للأقصى الذي فشلَ فيه سابقًا بعدَ صمودِ المرابطينَ في مصاطبِ العلمِ، واندلاعِ هبةِ بابِ الرحمةِ عامَ ألفينِ وتسعةَ عشرَ.
وقال: “ولا يغيبُ عنْ بالِنا خطرُ سقوطِ الحجارةِ والانهياراتِ التي ظهرَتْ في مصلى الأقصى القديمِ أسفلَ الجامعِ القِبْليِّ جنوبَ الأقصى قبلَ نحوِ ثلاثةِ أشهرٍ منَ الآنَ، وهذا ما قرعَ ناقوسَ الخطرِ بأنَّ الاحتلالَ يضعُ المنطقةَ الجنوبيةَ الغربيةَ منَ المسجدِ، بما في ذلك تسويتُه تحتَ الأرضِ في تلك المنطقةِ في مهدافِه وصُلبِ مخططاتِه الراميةِ إلى السيطرةِ على جزءٍ منَ الأقصى لتحويلِه إلى كنيسٍ ومكانٍ لإقامةِ صلواتِ اليهودِ وطقوسِهم”.
وأكدت أن كلُّ هذا يحصلُ في المسجدِ الأقصى في ظلِّ تكاملٍ واضحٍ في الأدوارِ بينَ مكوناتِ الاحتلالِ السياسيةِ، والدينيةِ، والقانونيةِ، والأمنيةِ التي تلتقي على هدفِ فرضِ السيادةِ الإسرائيليةِ الكاملةِ على المسجدِ الأقصى، وتفريغِ الوضعِ
القائمِ التاريخيِّ في المسجدِ الأقصى منْ مضمونِه، ورغبةٍ لدى الأحزابِ الإسرائيليةِ المختلفةِ لخطبِ ودِّ “منظماتِ المعبدِ” قبيل الانتخاباتِ الإسرائيليةِ المقررةِ في الأولِ منْ شهرِ تشرين الثاني القادم وإعطائِها كلَّ ما تريدُ في الأقصى، وسعيٍ إسرائيليٍّ رسميٍّ لمنعِ الفلسطينيينَ منَ استثمارِ مكاسبِ معركةِ سيفِ القدسِ في أيار/مايو 2021، وتكريسِ الاستقواءِ على القدسِ وفصلِها عنْ عناوينِ القضيةِ الفلسطينيةِ، وكفِّ يدِ الشعبِ الفلسطينيِّ ومقاومتِه عنْ نصرةِ المسجدِ الأقصى.