في ظل المجازر الوحشية التي يرتكبها كيان الاحتلال في غزة والوضع المأساوي الذي آلت إليه حال الفلسطينيين؛ تحدث قائمون على القطاع الصحي في غزة عن أوضاع كارثية يعيشها السكان جراء العدوان الإسرائيلي المستمر وتدميره عدداً من المستشفيات والمرافق الصحية إلى جانب فقدان الأدوات الأساسية اللازمة للإسعاف وإنقاذ المصابين والمرضى.
وبين القائمون على القطاع أن المئات من ذوي الأعضاء المبتورة إثر عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والجراحات الاضطرارية التي تلقوها كانت من دون توافر المعدات الطبية وحتى من دون تخدير أثارت قلق منظمة الصحة العالمية التي حذرت من تدهور اكبر للنظام الصحي في ظل غياب الإمدادات والمعدات الطبّية.
وقد أوضحت المنظمة أنّ العديد من الأشخاص، لا يتمكنون من الوصول إلى الرعاية إلا بعد أيام من وقوع إصاباتهم، مما يقلل من إمكانية إنقاذ أطرافهم.
كما قال لاعب كرة القدم “أحمد قنديل”: أنه “كان الكادر الطبي غير قادر على معالجة الجرحى وكان هناك جرحى يجلسون في الخارج اولا يوجد مكان ليجلسون فيه لمعالجتهم بسبب ازدياد أعداد الإصابات”.
بدورها قالت رئيس قسم الجراحة في مجمع الناصر الطبي “ناهد أبو طعيمة”: “ما وصلنا في المستشفيات من مسلتزمات طبية لا تفي بالغرض وحقيقتا ما يصل لا يسد حاجات المؤسسة الصحية من استهلاك كون عدد الإصابات كبير وعدد العمليات الجراحية كبير جداً”.
وأشار الأطباء القيّمون على المستشفى إلى النقص الحاد في الأدوات الطبية، والنقص في الطاقم الطبّي، الذي يؤثر على سير العمل وخدمة المصابين، ويضطرهم الى بتر أعضاء المصابين في كثير من الأحيان.
حيث يؤدي نقص خيارات العلاج والأطباء إلى إزالة الأطراف، أحياناً بدون تخدير أو مسكنات للألم، حيث توضح المنظمة أنّ مبتوري الأطراف يحتاجون إلى علاج طبيعي وإعادة تأهيل مبكر، ورعاية تمريضية مناسبة، إلى جانب التغذية المثالية ودعم الصحة العقلية – وهي خدمات أساسية غير متوفرة حالياً.
وكشف مسؤول فريق الطوارئ في منظمة الصحة العالمية “أياديل ساباربيكوف” أنه حتى الآن، تم علاج أكثر من أربعة آلاف وخمسمئة مريض في وحدة إعادة بناء الأطراف ولم يتم علاجهم بالتدخلات السريرية والجراحية فحسب، بل حصلوا أيضاً على الدعم فيما يتعلق بصحتهم العقلية وحالتهم النفسية والاجتماعية.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تسببت الحرب في غزة باستشهاد أكثر من اثنين وعشرين ألفاً وسبعمئة شخص، فيما تجاوز عدد المصابين ثمانية وخمسين ألف شخص.
ولكن إلى متى سيستمر سوء الأوضاع الصحية في غزة؟ ومتى سيرى العالم جرائم الكيان المسلوبة من الضمير والإنسانية؟ ومتى تستيقظ الرحمة في قلوب من يرى ولا يفعل؟!