مع تقدم التكنولوجيا بخطى سريعة في هذا العصر الرقمي، أصبحت الأمور أكثر تعقيدًا وتنوعًا، ومن بين التحديات التي تظهر هي استخدام العدو للتكنولوجيا بهدف اختراق البيئة والتأثير على الرأي العام والتشويش والحصول على معلومات وبيانات، ويبرز في هذا السياق تأثير الذكاء الاصطناعي ووسائل الاتصالات المتقدمة، بالإضافة إلى بث الشائعات وإثارة البلبلة، كأدوات فعّالة في الحروب الرقمية.
وفي معركة طوفان الأقصى وبعد تدخل المقاومة الإسلامية في لبنان لمساندة المقاومة والشعب الفلسطيني يجهد العدو الإسرائيلي في البحث عن بدائل لتحصيل معلومات عن المقاومة وأماكن وجود مجاهديها في قرى الجنوب، خصوصاً بعد فقدانه قسماً كبيراً من فعالية أجهزة التنصت والتجسس المنصّبة في مواقعه الحدودية بسبب استهدافها وتدميرها من قبل المقاومة.
وفي هذا السياق، يلجأ العدو الإسرائيلي إلى الاتصال ببعض الأهالي من أرقام هواتف تبدو لبنانية، عبر الشبكتين الثابتة والخليوية، بهدف الاستعلام عن بعض الأفراد وأماكن وجودهم ووضعية بعض المنازل.
كما ينتحل العدو في هذه الاتصالات صفات متعددة، تارة صفة مخافر تابعة لقوى الأمن الداخلي في مناطق الجنوب، وأخرى صفة مراكز للأمن العام اللبناني، وتارة ثالثة ينتحل صفة هيئات إغاثية تقدم المساعدات وغير ذلك. ويسعى المتصل، الذي يتحدث بلهجة لبنانية سليمة، إلى استقاء معلومات حول أفراد عائلة المُتّصَل به وأماكن وجودهم، أو معطيات مختلفة تتعلق بالمحيط، وذلك تحت ساتر إظهار الحرص والسعي إلى تقديم المساعدة. ويستغل العدو هذه المعلومات للتثبت من وضعية وجود الإخوة المجاهدين في بعض البيوت التي يعتزم استهدافها.
طلبت المقاومة اللبنانية في بيان لها مساء أمس الأربعاء من أبناء القرى الأمامية عدم التجاوب مع المتصل في أية عملية استعلام تتعلق بالمحيط وحركة الأفراد فيه والمبادرة إلى قطع الاتصال فوراً، ثم المسارعة إلى إبلاغ الجهات المعنية دون تلكؤ. .