هذه المرة كانت رسائل إيران دون وسيط سياسي، فقد اختارت رسائلها هذه المرة بالنار والحديد ،وهذا ما أكده موقع “بلومبرغ” الأمريكي، بأن اختيار إيران عدم استخدام صواريخ أقصر مدى في الضربة على شمال سوريا كان إما لاختبار أحدث تقنياتها أو لإرسال رسالة إلى “إسرائيل”.
حيث أشار إلى أنّ “إيران أعلنت للعالم – وتحديداً إسرائيل – أنها مستعدة لدخول المعركة بنفسها عندما يتم الضغط عليها”.
ووفقاً للموقع فقد كشفت سلسلة من الهجمات الصاروخية الإيرانية عبر الحدود، عن جزء جديد من ترسانة إيران بعيدة المدى لأول مرة بسلاح يحتمل أن يكون قادراً على ضرب “إسرائيل” بشكل مباشر.
وذكر أن حرس الثورة الإسلامي أطلق صاروخ “خيبر شكن” الباليستي الدقيق التوجيه هذا الأسبوع في ضربة بلغت طولها 1300 كيلومتر على تنظيم “داعش” في سوريا من جنوب غرب إيران، لافتاً إلى أن هذا من شأنه أن يجعله الهجوم الأبعد في تاريخ حرس الثورة الإيراني الذي تم الإبلاغ عنه.
وبحسب الموقع، فإن المسافة مماثلة تقريباً لما هو مطلوب لضرب “تل أبيب” وهذه رسالة مبطنة للعدو يجدر به فهمها كما يجب.
وقال الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية للموقع “فابيان هينز”:
“كان من الممكن أن يستخدم حرس الثورة الإيراني ذخيرة أقصر مدى في الضربة السورية، ولكنّ اختيار إيران عدم القيام بذلك، كان إما لاختبار أحدث تقنياتها أو لإرسالها رسالة إلى إسرائيل”.
وأشار التقرير الأميركي إلى أنّه “في أقل من 24 ساعة، أطلقت طهران صواريخ على العراق وسوريا وباكستان، وجاءت الهجمات بعد أيام من استيلاء طهران على ناقلة نفط، واستعرضت عضلاتها بالقرب من مضيق هرمز، وهذا تحوّل عن أول (100) يوم من الأزمة”.
ولفت إلى أنّ “هذه التدخلات تشكل رداً صارخاً على أيّ شخص اعتقد أن تقاعس إيران يشير إلى رغبة في تجنب المواجهة المباشرة”، معتبراً أنّه “لن يغيب عن بال إسرائيل أن أبعد سلسلة من الضربات الصاروخية الإيرانية يمكن أن تصل إلى تل أبيب، وأنّ حرس الثورة الإسلامية استخدم سلاحاً بعيد المدى أكثر مما يحتاجه لإصابة هدفه”.
وفي وقت سابق، أكّدت وسائل إعلام رسمية إيرانية، أنّها استهدفت بالصواريخ الباليستية قاعدتين تابعتين لـتنظيم “جيش العدل” الإرهابي في باكستان، رداً على “الجرائم الإرهابية التي قام بها مؤخراً أعداء إيران”.
وجاء الاستهداف بعد يوم من ضربات مماثلة في العراق وسوريا، استهدفت أحد المقار الرئيسة للموساد في أربيل في كردستان العراق وتجمعات للإرهابيين في إدلب السورية. وأعلن حرس الثورة الإسلامية في إيران أنّ هذه الضربات تأتي رداً على اغتيال قادة في محور المقاومة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ تفجيرين إرهابيين وقعا في محافظة كرمان الإيرانية جنوبي شرقي البلاد على طريق مرقد الشهيد القائد “قاسم سليماني” في الثالث من كانون الثاني/يناير. ونجم التفجيران عن عبوتين مفخختين، وأديا إلى ارتقاء أكثر من (100) شهيد وإصابة العشرات.
وقبل الاعتداءين الإرهابيين في إيران، وتحديداً في 25 كانون الأول الماضي، استُشهد القائد البارز في حرس الثورة “رضي موسوي”، من جراء عدوان إسرائيلي استهدف محيط منطقة السيدة زينب في ريف العاصمة دمشق.
وبُعيد عملية الاغتيال، توعّدت طهران الاحتلال الإسرائيلي بأنّ عملية الاغتيال لن تبقى من دون رد.
وشنّت منظمة “جيش العدل” هجمات إرهابية عدة ضد قوات أمن إيرانية منذ تأسيسها.
هذه الحرب التي ليست ساخنة ولا باردة ، يمكن أن نطلق على ما يحصل “طقوس الحرب” وتبطين الرسائل برأس صاروخ هنا و استعراض للقوة هناك ينبأ بأن شيءما يلوح في الافق.