أنهى متطوعو إدارة المياه وإعادة التأهيل في فرع الهلال الأحمر العربي السُّوري في محافظة الحسكة، تأهيل العيادات الخاصة بمرضى السكري ضمن مبنى مديرية الصّحة.
وفي هذا السياق ذكر رئيس مجلس إدارة الفرع “علي منصور” أنّ تأهيل هذه العيادات تمّ بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بهدف تقديم الدعم اللازم لمرضى السّكري في محافظة الحسكة، لتمكينهم من الحصول على خدمات أفضل للوقاية من هذا المرض وتشخيصه وعلاجه؛ ولاسيما أن تشخيص السكري والتدبير العلاجي له على مستوى الرعاية الصحية الأولية أمرٌ بالغ الأهمية من أجل التدخل المبكر والتدبير العلاجي الفعَّال.
وبين “منصور” أن ذلك يضمن تحقيق نتائج صحية أفضل، وللحدّ من عبء المضاعفات على المدى البعيد، لأن الكشف المبكر للسكري يمكّن من التخفيف من آثاره على الأفراد، وتعزيز الصحة العامة بوجه عام، موضحاً أن الأعمال المنفذة تضمنت تجهيز العيادات وتأهيلها وتركيب منظومة طاقة شمسية خاصة بها.
بدوره ثَمّن مدير الصحة الدكتور “عيسى خلف” مبادرة فرع الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر بتأهيل عيادات مرضى السكري الذي يعدّ أحد “المشاغل” الكبرى في مجال الصحة العامة في سوريا، وذلك نتيجة لوصول عوامل الخطر ذات الصلة، مثل النظام الغذائي غير الصحي الناجم عن الظروف الاقتصادية الصعبة والغلاء نتيجة لحرب التجويع والتعطيش التي يشنّها الاحتلالان الأميركي والتركي على الشعب السوري، إلى مستويات تُنذر بالخطر.
وأشار ” خلف” إلى أن مديرية الصحة في الحسكة تقوم، بناء على توجيهات وزارة الصحة، باتخاذ تدابير فعالة تهدف إلى ترصُّد السكري ومضاعفاته والوقاية منهما ومكافحتهما، وذلك على الرغم من العقوبات الظالمة والحصار الجائر المفروض على سوريا اللذين يحدّان من إحراز تقدُّم بالمستوى المطلوب في التصدِّي للسكري بوصفه إحدى مشكلات الصّحة العامة.
ونوّه بأنّ الآثار الاجتماعية والاقتصادية المتنامية لهذه العقوبات، والحصار على المجتمعات المحلية، والنظم الصحية والتنمية، تُهدِّد قدرة المؤسسات الصحية للدولة على تحقيق أحد أهم أهداف التنمية المستدامة، ألا وهو خفض الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية بمقدار الثلث بحلول عام 2030.
وأكدّ على أن تأهيل عيادات السكري في مديرية الصحة من شأنه تحسين ورفع مستوى الرعاية الصحية التي تقدم لمرضى السكري، من أجل الوقاية من هذا المرض والمضاعفات المرتبطة به، وذلك إدراكاً من الحكومة السورية بأن هذا الأمر ليس حقاً أساسيّاً من حقوق الإنسان فحسب، بل هو أيضاً أحد المُحدِّدات الحاسمة لصحة المتعايشين مع السكري وجودة حياتهم.
والجدير بالذكر أنّ مديرية صحة الحسكة قامت بالتوازي مع تأهيل عيادات السّكري بتزويد المناطق الصّحية في المحافظة بشحنات دوائية نوعية تضمنت أدوية السّكري، ولاسيما كافة أنواع الأنسولين (المختلط والسريع والبطيء) بالإضافة إلى كميات كافية من المحاقن اللازمة لهذا الدواء.