فهم العالم متأخراً أن ما فعلته المقاومة الفلسطينية _والتي تصنّف معاركها بأنها حرب عصابات_ تعجز عنه جيوش بأكملها خاصة وأن الكيان كان قبل طوفان الأقصى هو ” فزّاعة” أمريكا في المنطقة وعصاها التي كُسرت على يد المقاومة الفلسطينية.
تفوق حماس الاستخباراتي باعتراف الأمريكيين
اعترف ضابط الاستخبارات العسكرية الأمريكيّ السابق “سكوت رايتر”، (62 عامًا)، الذي يملك باعًا طويلاً في الخبرة العملية والبحثية والتحليلية في شؤون الشرق الأوسط، بأنّ “حركة حماس قد انتصرت بالفعل بعمليتها المعقدة والمتقدمة بأكتوبر، وأنّه لا يمكن القضاء عليها كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية، وذلك لأنّ حماس أصبحت رمزاً عملياً ومعنوياً لمقاومة الاحتلال الإسرائيليّ”، على حدّ تعبيره.
وتابع: “ما فاجأني بالفعل هو سوء حالة وتردي أداء الجيش الإسرائيليّ، كمطلّعٍ بشدّةٍ على الجيش الإسرائيلي، وأدرسه منذ سنوات طويلة، وقد لاحظتُ التراجع في المستوي القتاليّ لجنوده خاصّةً بين أفراد القوات البريّة، وسط اعتماد مبالغ فيه على التكنولوجيا وإمكانيات القوات الجوية”.
وأضاف: “من ناحية أخرى، كان عندي ثقة في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، فعلى مدار عقود أظهرت قدرة كبيرة على اختراق حركات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة عن طريق زرع شبكة واسعة من الجواسيس، وكان لديهم شبكة محكمة ترصد الكثير ممّا يجري في قطاع غزة، وكان هناك يقين بين خبراء الاستخبارات يستبعد أنْ تخطط حماس لعملية بهذا الحجم دون الكشف عنها وإحباطها.”
وشدّدّ على أنّ الفشل الإسرائيليّ الاستخباراتيّ كان صادمًا بالنسبة له ، لكن الأكثر صدمة هو رد فعل الجيش الإسرائيلي فور وقوع هجمات حماس يوم 7 أكتوبر.
تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى .. هذا هو الكيان
ما جرى يؤكّد أنّ لدى الجيش الإسرائيلي عدة فرق مميزة ذات خبرات قتالية استثنائية، لكن بقية قوات الجيش ليست على المستوى المطلوب، خاصة أفراد قوات الاحتياط الذين تم استدعاؤهم للقتال”، طبقًا لأقواله.
وقال “ريتر”، مفتش الأمم المتحدة المكلف بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق خلال الأعوام من (1991) إلى (1998)، إنّ هجوم حركة حماس على “إسرائيل” بأكتوبر الماضي يُعَد أنجح غارة عسكريّة في هذا القرن، طبقًا لأقواله.
الحرب كشفت الترويج الكاذب لسردية الكيان
وأضاف “ريتر” في مقال نُشر على موقعه الخاص، أنّ تشبيه “إسرائيل” هجوم السابع من أكتوبر بأحداث (11) سبتمبر عام (2001) و”الفظائع” التي تدّعي أنّ حماس ارتكبتها بما في ذلك “الاغتصاب الجماعي وقطع رؤوس الأطفال وقتل المدنيين الإسرائيليين العزل” كلّها اتهامات غير دقيقة.
وتابع “الادعاءات الإسرائيليّة كاذبة أوْ مضللة بشكلٍ واضحٍ”، مضيفًا أنّ نحو ثلث القتلى الإسرائيليين هم من ضباط الجيش والأمن والشرطة، مُشدّدًا على أنّ القاتل الأول للإسرائيليين بأكتوبر لم يكن حماس أوْ الفصائل الفلسطينيّة الأخرى، بل الجيش الإسرائيليّ نفسه.
واستدل “ريتر” بمقطع فيديو نُشر أخيرًا يُظهر مروحيات (أباتشي) إسرائيلية تُطلِق النار عشوائياً على المدنيين الإسرائيليين الذين يحاولون الفرار، موضحاً أن الطيارين لم يتمكّنوا من التمييز بين المدنيين ومقاتلي حماس.
وأضاف أنّ روايات شهود عيان من المدنيين والعسكريين بشأن ما تسميه “إسرائيل” بـ”مذبحة رعيم” أكّدت أنّ الغالبية العظمى من الضحايا قُتلوا بنيران الجنود والدبابات الإسرائيليّة.
وأوضح أنّ الحكومة الإسرائيليّة تراجعت عن زعمها أنّ حماس قطعت رؤوس (40) طفلاً، دون أنْ تقدّم أيّ دليلٍ موثوقٍ على تورطها في اغتصاب أوْ اعتداء جنسي على امرأةٍ إسرائيليّةٍ واحدةٍ.
وقال إنّ روايات شهود العيان أكّدت أن مقاتلي حماس كانوا منضبطين وحازمين في الهجوم، لكنّهم كانوا مهذبين ولطفاء في التعامل مع الأسرى المدنيين.
وكتب “ريتر” على حسابه في منصة (إكس): “إسرائيل تفقد بسرعة حقّها الأخلاقيّ في الوجود كأمّةٍ، إذا لم تكُن قد فعلت ذلك بالفعل”، مُضيفًا: “كنت أؤيّد حقّ “إسرائيل” في الوجود، حتى عندما كنت أختلف مع سياسات حكومتها، ولكن عندما يتحوّل الوطن اليهوديّ إلى تجسيدٍ حديثٍ لقوى الكراهية التي خلقت الظروف التي أدّت إلى تشكيل “إسرائيل” في المقام الأول، فلا بُدّ وأنْ يتساءل المرء عن جدوى المشروع وشرعيته”.
وأردف ريتر: “إنّ قيام دولة يهودية منفصلة، يتّم تنظيمها وتنفيذها في ظلّ السياسات والممارسات الحاليّة للدولة الإسرائيليّة الحديثة (الكيان الإسرائيلي)، لم يعد مقبولاً”.
“المقاومة اللبنانية” الخوف القادم من الشمال
وأظهر “ريتر” كيف أنّ حزب الله أصبح يُشكل تهديدًا متزايدًا في الشمال، مشيرًا إلى قدرته بالسيطرة على مناطق إستراتيجيّةٍ مثل الجليل، لافتًا إلى أنّ حزب الله أصبح لاعبًا لا يُمكِن تجاهله، على حدّ تعبيره.
وأضاف: “إذا تدّخل (حزب الله) في الشمال فإنّه سيُحقق الانتصارات على “إسرائيل” أكثر بسبع مرّاتٍ من (حماس)، وسيهزِم الجيش الإسرائيليّ هزيمةً مطلقةً على طول حدودها الشماليّة (حدود فلسطين الشمالية)، والتي ستُفجِّر عقول الجميع”، لافتًا إلى أنّ “حزب الله كان يتحضّر لهذه المعركة منذ عقودٍ طويلةٍ، وهم يعرفون الإسرائيليين جيّداً، والمنطقة أيضًا”.
واختتم كلامه : “إسرائيل وضعت الكثير من مواردها في غزّة، ولم يتبقَ منها الكثير، وحزب الله يملك حوالي مائة ألف مُقاتلٍ، والعديد منهم أصبحوا أكثر صلابةً لمُشاركتهم بالحرب بسوريا، وأعتقد أنّ المفاجأة الكبرى لإسرائيل ستأتي من حزب الله، وهذه الهزيمة لإسرائيل لن تكون عسكريّةً فقط، بل أيضًا اقتصاديّةً، ولكن الأهّم من ذلك أنّ حزب الله سيهزِم العقليّة الصهيونيّة، إنّها عمليًا ستكون نزع الشرعيّة المطلقة عن الصهيونيّة السياسيّة، وعندما تتّم هذه الهزيمة، وهو يحدث أوْ حدث بالفعل، ستكون هذه نهاية إسرائيل”، طبقًا لأقواله.
هذا و
والجدير بالذكر أننا على أعتاب نهاية زوال الكيان وسقوطه كورقة أخيرة من ربيع عربي طبخه الكيان فكان من ضمن المتذوقين