لم يعد قرص الفلافل متاحاً للفقير كما كان الأمر سابقاً وصار المواطن السوري والحلبي بشكل خاص ينظر الى الفلافل على أنها ترف لم يعد بمتناوله ورغم محاولات ادعاء الحرص على إبقاء العديد من السلع الغذائية والمأكولات الشعبية خارج دائرة التضخم والغلاء اللذين استنفدا جيوب وبطون المواطنين، ولكننا يمكن ملاحظة آثاره في سعر قرص الفلافل مثلاً، حيث كان سعره عام (2021) نحو (100) ليرة فقط، ووصل سعره في العام التالي إلى (185) ليرة، وفي بداية العام (2023) ارتفع إلى (200) ليرة، ثم (250) ليرة، ثم أصبح يباع (3) أقراص بألف ليرة مع نهاية العام.
واليوم ومع نهاية الشهر الأول من العام الحالي (2024)، تراوح سعر القرص بين (500) – (700) ليرة.
– بورصة المأكولات الشعبية
بالنسبة لباقي الأصناف فقد تضاعفت أسعارها أيضاً بنسبة تجاوزت المئة بالمئة ففي بداية العام الفائت كان سعر كيلو المسبحة (12)ألف ليرة،ثم ارتفع إلى (24) ألف ليرة، واليوم يباع بنحو (30) ألف ليرة.
وكيلو الفول بلبن ارتفع سعره من (10) آلاف ليرة إلى (25) ألف ليرة، واليوم يباع بنحو (35) ألف ليرة،أما صحن الفتة الأكلة الأكثر شعبية وشهرة، ارتفع سعره من (6) آلاف إلى حوالي (20) ألف ليرة للشخص الواحد.
وبالتأكيد فإن أسباب الغلاء معروفة حيث ارتفعت أسعار كافة السلع الغذائية، ووصل سعر كيلو الحمص الحب إلى (28) ألف ليرة، وكيلو الفول حوالي (23) ألف ليرة، كما شهدت أسعار الزيوت والسمون قفزات سعرية، فاليوم بلغ سعر لتر الزيت (27) ألف ليرة، وكيلو السمنة لا يقل عن (35) ألف ليرة، إضافة إلى ارتفاع أسعار المازوت والبنزين والغاز.
– المأكولات الشعبية بين شد وجذب السوق
وهكذا دخلت المأكولات الشعبية ماراثون الأسعار وترك السوق يحلق عالياً، وكل صاحب مطعم يضع التسعيرة على هواه، وبالتالي فعلينا مراجعة تسميتها بالمأكولات الشعبية، وأكلة الفقراء فلم تعد صالحة وغير دقيقة.
رئيس الجمعية الحرفية للمطاعم والمقاهي “كمال نابلسي” وعد بإصدار تسعيرة جديدة خلال (20) يوماً من الآن.
وأضاف إن الأسعار سترتفع نحو 30% فقط، وقد تأخر إصدار التسعيرة نتيجة تذبذب السوق، وغلاء المواد الأولية للمطاعم بشكل كبير من حمص وفول وزيت ومحروقات وغيرها.
وأكد “نابلسي” أنه رغم تراجع كميات الاستهلاك، فلا إمكانية لمقاطعة الطعام مهما ارتفع سعره، مضيفاً أن عدد مطاعم المأكولات الشعبية المسجلة في دمشق حوالي ألفي مطعم.
– هاجس الفقير ومائدة رمضان
وبعيداً عن موعد إصدار التسعيرة فإن السوق سبقها بكل تأكيد وأسعاره لا يمكن أن تكون متقاربة مع النشرة السعرية، وهكذا يستمر مسلسل الغلاء ورفع الأسعار بلا سقوف يساعد على ذلك الحصار الاقتصادي “قيصر” الذي فرضته أمريكا على سوريا ، وسرقة ثروات الأرض بصهاريج أمريكية وايادي ميليشيات قسد فيما يبقى فقراء الوطن يتحملون تبعات هذا الاحتلال ، هذا ومن الجدير ذكره أننا على أبواب شهر رمضان وهذا النوع يعتبر رئيسي في المائدة السورية وهو اليوم لم يعد بمتناول الفقير، فهل من حل ..؟