نتيجة الحرب الكونية على سوريا والحصار المطبق لجأ العديد من الشباب للهجرة بحثاً عن العمل وعن الاستقرار، وقد تكون الهجرة حركة بناء وقد تكون معول هدم.
وبالرغم من أن كلمة الهجرة لها مفهوم مجازي ومكونة من أربع حروف إلا أن كل حرف فيها يمثل ألماً قاتل وشعور متقد بالغربة، فالهاء هجر والجيم جمر البعد والراء رعب أما التاء توحد.
وظناً منهم بالهروب من المعاناة وويلات الحرب إلا أن الهجرة القاسية أسقطت كل الأقنعة المزيفة بحقوق الإنسان وكانت كالفقاعة سرعان ما انفجرت بوجه السوريين في معظم الدول.
وفي حادثة من صور المعاناة تم اختطاف رجل وعائلته وتعذيبه حيث أقدم مجهولون على خطف المدعو (م. ر.، مواليد عام 1981، سوري) وزوجته وطفليهما من بلدة البيسرية صيدا في لبنان، وقام الخاطفون بضرب (م. ر.) وتعذيبه وتصويره أثناء قيامهم بذلك وإرسال مقاطع الفيديو إلى ذويه في سوريا والسويد، مطالبين بفدية مالية بقيمة /4000/ دولار أمريكي مقابل الإفراج عنهم أو قتلهم.
ولكن سرعان ما باشرت القطاعات المختصة في قوى الأمن الداخلي في لبنان إجراءاتها الميدانية والاستعلامية لكشف هوية الفاعلين وتوقيفهم وتحرير المخطوفين ونتيجة الاستقصاءات والتحريات المكثفة، تمكنت شعبة المعلومات من تحديد هوية الخاطفين، وهم كل من:
ع. ر. خ. (مواليد عام 1990، سوري)
ع. ط. (مواليد عام 1986، سوري)
م. ط. (مواليد عام 2001، سوري).
وبعد عملية رصد ومراقبة دقيقة تمكنت دوريات الشعبة من تحديد مكان احتجاز المخطوفين داخل شقة الأول في محلة قلحاتا-الكورة، حيث نفذت عملية مداهمة للشقة وأوقفت الأول في داخلها وحررت المخطوفين. وبالتزامن، تم إلقاء القبض على الثاني والثالث في بلدة فيع-الكورة، وبتفتيشهم ضبط بحوزتهم هواتف خلوية، كما عثر بحوزة الثاني على بطاقتي هوية عائدتين للمخطوف وزوجته.
وبالتحقيق معهم، اعترف الأول بأنه الرأس المدبر لعملية الخطف التي نفذها بمساعدة الثاني والثالث وأنهم احتجزوا المخطوفين في منزله وأقدموا على ضرب المدعو (م. ر.) وتعذيبه وتصويره وإرسال الفيديوهات إلى ذويه لابتزازهم للحصول على مبالغ مالية، واعترف الثاني والثالث بما نسب إليهما.
وقد أجري المقتضى القانوني بحقهم وأودعوا مع المضبوطات المرجع المختص بناءً على إشارة القضاء.
وبسبب الحرب الإرهابية الكونية التي يعاني منها السوريون يواجهون الاضطهاد والتعذيب بكل البلدان حيث أن الحادثة ليست الأولى من نوعها إذ يذكر أن شاب سوري يدفع حياته ثمناً لوجبة همبرغر بالعراق