كشفت مديرة مركز البحوث العلمية الزراعية في اللاذقية الدكتورة “ريم علي” أنه تم إجراء التهجين بين ثلاثة أصول حمضيات، هي( الزفير واليوسفي كليوباترا والبرتقال ثلاثي الأوراق)، وذلك في محطة بحوث سيانو التابعة لمركز بحوث اللاذقية، حسب خطة بحثية موضوعة وفقاً لتوجيهات وزارة الزراعة وبناء على المشكلات التي تعترض المزارعين.
وأكدت “علي” على أهمية البحث من ناحية أن الزفير هو الأصل الوحيد المستخدم في التطعيم في المشاتل التابعة للدولة، مشيرة إلى أن الأصناف المطعمة بالزفير تصاب بالترستيزا (فيروس التدهور السريع)، وقد سُجّل هذا المرض في سوريا، بالإضافة إلى أنه لوحظ خلال موجات الصقيع المتتالية التي تعرض لها الساحل السوري، يباس بساتين الحمضيات المطعمة بالزفير.
وأوضحت أنه لابد من البحث عن أصول جديدة لإدخالها جنباً إلى جنب بالتدريج مع الزفير، وتكون قادرة على تحمل انخفاض درجة الحرارة من دون حدوث أضرار، إضافة إلى تحمل ارتفاع كربونات الكالسيوم في التربة، حيث تتميز الترب في الأراضي السورية بارتفاع نسبة الكلس فيها.
ولفتت إلى أنه نتيجة التهجين تم الوصول إلى أصول جديدة، تميزت بتحمل انخفاض الحرارة الشديد حتى ناقص 10 تحت الصفر واستطاعت معاودة نشاطها في الربيع التالي، كما تم الحصول على أصول أخرى تحملت ارتفاع نسبة الكلس حتى 35% وفقاً للتجارب التي أجريت والمؤشرات التي تمت دراستها أعطيت هذه الأصول رموزاً وزرعت في حقل في محطة بحوث سيانو.
بدورها، بيّنت الدكتورة “فينوس إبراهيم حسن” التي أجرت هذا البحث في رسالة دكتوراه أن عملية التهجين أجريت على مدى موسمين، في محاولة لإيجاد حل لمشكلة التغيرات المناخية واستنباط أصول ذكية متحملة للإجهادات البيئية، أهمها الصقيع و ارتفاع نسبة كربونات الكالسيوم.