يصادف اليوم ذكرى مرور 40 عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في بيروت و ذل بالتواطؤ مع مجموعات من ميليشيا “القوات اللبنانية” وما يسمى آنذاك “جيش لبنان الجنوبي”
حيث استمرت عملية تنفيذ المجزرة حوالي ثلاثة أيام، من ليلة /16/ أيلول حتى /18/ من عام /1982/، والتي راح ضحيتها آلاف الشهداء من اللاجئين الفلسطينيين.
و تعد هذه المجزرة واحدة من أكثر الفصول دموية في تاريخ الشعب الفلسطيني إذ لا تزال مشاهد الذبح والقتل الجماعي في ذاكرة من عاشها من فلسطينيين ولبنانيين و التي تعتبر من أشنع الجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.
و التي لا تزال مستمرة إلى اليوم بحق الشعب الفلسطيني بتواطؤ أميركي وغربي.
و قد بدأت تلك المجزرة بعد أن طوق جيش الاحتلال الإسرائيلي بقيادة وزير الحرب “أرئيل شارون” و رئيس هيئة الأركان لجيش الاحتلال “رافائيل ايتان” حيث تم استخدام الأسلحة الثقيلة و غيرها في عمليات تصفية انتقامية لسكان مخيم صبرا وشاتيلا حيث لم يكن في المخيم سوى النساء و الأطفال و الشيوخ فقد كانت معظم الجثث ملقاة في شوارع المخيم و من ثم دخلت جرافات الاحتلال الإسرائيلي لجرف المخيم وهدم المنازل لإخفاء أثار الجريمة.
و قد أكدت وثائق سرية أن أميركا كانت على علم مسبق بوقوع المجزرة، حيث يرجح أن لها يداً بهذه المذبحة و ذلك بحسب ما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عام /2012/.
و أظهرت هذه الوثائق حواراً جرى بين كل من وزير الحرب الإسرائيلي شارون، ومبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط في ذلك الوقت “موريس درابر” يظهر فيها تنسيقهما حول غض الطرف عن ارتكاب جنود الاحتلال والميليشيات العميلة، لهذه المجزرة.
علماً أن هذه المجزرة لم تكن الجريمة الأولى بحق الشعب الفلسطيني و ليست الأخيرة فهي مستمرة إلى الآن كالمجازر في “الطنطورة وقبية ودير ياسين” وبعدها مذبحة “مخيم جنين” ومجازر أخرى بغزة والضفة.
لكنها مجزرة صبرا وشاتيلا تعتبر وصمة عار تلاحق كل من شارك بسفك تلك الدماء البريئة.