توقف العمل منذ شهر في سوق المهن اليدوية في مدينة بانياس، وغادر الحرفيون هم وحرفهم التراثية السوق التي كانت تعجّ خلال العام الماضي بالمهن التراثية، والأشغال اليدوية التي كانت تستقطب أهالي المدينة، وزوارها من المحافظات الأخرى.
في هذا الصدد، أوضح عضو اتحاد حرفيي طرطوس “منذر رمضان” بأنه قبل أكثر من عام تم الاتفاق بين اتحاد حرفيي طرطوس، ومجلس مدينة بانياس على أن يتم استثمار السوق من قبل الحرفيين مقابل إعادة تأهيل السوق على نفقة اتحاد الحرفيين، وبالفعل تمت أعمال إعادة التأهيل، واستثمار الحرفيين للسوق من دون أي مبالغ مالية لقاء استثمار المحال.
استثمار سوق المهن بالمزاد العلني
وأضاف “رمضان”: بعد مرور عام، وبحسب الأنظمة والقوانين المالية في مجلس المدينة، تم إقرار عرض السوق لاستثمار في المزاد العلني، وقبل شهر تم البدء بإنذار الحرفيين بإخلاء السوق، مبيناً حاولنا إعادة استثماره من قبل الحرفيين مقابل مبلغ مالي يدفعه الحرفيون، لكننا لم ننجح بسبب أن الحرفيين لا يستطيعون تأمين المبلغ التأميني، ولا حتى الإيجار، لأسباب اقتصادية فهم من طبقة فقيرة وحرفهم متناهية الصغر وهي بحاجة أساساً للدعم، ناهيك عن أن معظمهم من أبناء القرى يتكبدون مصاريف كبيرة لأجور النقل بين قراهم والمدينة.
كما أشار إلى أن عدد كبير من الحرفيين المستفيدين من أسر الشهداء وذوي الهمم والاحتياجات الخاصة، مؤكداً أن السوق كان يشكّل مصدر رزق لأكثر من 45 عائلة.
وبيّن أن الحرفيين الذين كانوا يستثمرون المحال كانوا يواظبون على العمل ليس بهدف المردود المادي البسيط الذي كانوا يحصلون عليه، وإنما تمسكاً منهم بتراثهم وحرفتهم وتاريخهم.
حماية التراث والحفاظ عليه
وشدد “رمضان” على ضرورة وجود مبادرات شخصية للحفاظ على التراث، خاصة في الوقت الراهن في ظل الحرب على هويتنا وتراثنا، حيث هناك جهات معادية تسرق تراثنا وتنسبه لها في محاولة لإيجاد تاريخ لها.
ولفت إلى أنه تم عرض السوق للاستثمار بالمزاد العلني، وتقدم عدد من الأشخاص غير الحرفيين، واستثمروا بعض المحال، لكن لم يتقدم أي حرفي للمزاد نظراً لعدم توفر الإمكانيات المادية لديهم، مبيناً أن المستثمر الذي يفوز بالمزاد يدفع مبلغ تأميني لمجلس المدينة لقاء استثمار المحل لمدة العقد المتفق عليه، ويتم الاتفاق على مبلغ الاستثمار وتكون طريقة الدفع سواء كانت ربعية، أو نصفية، أو سنوية.
تجدر الإشارة إلى أن سوق المهن اليدوية في طرطوس يتألف من 48 محلاً، شغل منها الحرفيون 45 محلاً تم فيها تجميع كل الحرف لتكون لوحة حقيقية عن تراث الساحل السوري، كالفخاريات، صناعة الخيزران، النول، الحرير، أشغال يدوية كالكروشيه والصوف والصنارة، سلل القصب، وأعواد الريحان، الحلي القديمة (الاكسسوار)، الجرن، الجاروشة، أعمال فنية من توالف البيئة، سجاد، بالإضافة لركن خاص لذوي الاحتياجات الخاصة حيث كانت تقوم مدربة بتعليمهم وعرض منتجاتهم، وركن لذوي الهمم الذين كانوا يعرضون أعمالهم من الأشغال اليدوية.