بعد الهطولات المطرية التي شهدتها البلاد، بدء العديد من الأشخاص بالبحث عن فطر الكمأة، إذ أنه ينمو مع اشتداد الرعد وغزارة الأمطار على شكل درنات تشبه حبات البطاطا.
ومن المعروف أن الكمأة تنمو في باطن الأرض الصحراوية وخاصة بعد الرعد والبرق، حيث يحفز البرق على تكوين أكاسيد الأزوت في الهواء الجوي، وتذوب هذه الأكاسيد وتسقط مع مياه المطر.
وتنتشر الكمأة بكثرة في شرق تدمر والسخنة، وجنوب دير الزور، إضافة إلى البادية الواقعة شرق نهر الفرات، مع مناطق من شرق حمص وحماة وجنوب الرقة، وبالتالي كل هذه المناطق تعد من مناطق البادية التي تشهد وجوداً لمجموعات تنظيم “داعش” الإرهابي التي باتت تعمل على قطع الطرق واستهداف رعاة المواشي والباحثين عن فطر الكمأة، كنوع من الحصول على التمويل الذاتي، كما أن هذه المخاطر ترفع السعر .
وبالنسبة لأسعار هذا الفطر ، ترتبط أساساً بالكميات التي يتم قطافها وأجور عملية النقل، ونظراً لارتفاع أسعار المحروقات، وأجور العمال، فإن الأسعار المتوقعة لهذا العام ستكون بمعدل 300 ألف ليرة للكمأة من الحجم الصغير، وقد يصل السعر إلى حوالي 500 ألف إذا كانت الكمأة من الحجم الكبير أو كانت الكميات قليلة خلال العام، وعلى اعتبار أن “الكمأة” يحتاج لتسجيل عواصف رعدية في مناطق البادية، فإن الموسم الحالي يبدو قليل الإنتاج لقلة العواصف الرعدية التي سجلت خلال هذا العام، لكن المعتاد أن تأتي مثل هذه العواصف في نهاية شهر شباط وخلال شهري آذار ونيسان.
وغالباً ما تكون “ورشات الكمأة” مؤلفة من أفراد تجمع بينهم صلة قربى مباشرة، وبالتالي فإن الأجور في بعض الأحيان تكون على شكل تقاسم للعائدات، وإن عائدات الورشة الواحدة خلال العام الحالي قد تصل إلى أرقام عالية إذا ما كانت الأسعار قريبة من المتوقع (300 ألف كحد أدنى)، ما يعني أن الموسم قد يفضي إلى 100 مليون ليرة إذا ما تم قطاف كميات تصل لـ 350 كغ، وهذا الرقم ليس مستحيل التحقيق في حال كانت الكمأة من الحجم المتوسط أو الكبير.
يذكر أن سعر كيلو الكمأة سجل العام الماضي 100 ألف ليرة سورية في الأسواق، ما دفع العديد من سكان البادية إلى المخاطرة لجمع ما يطلقون عليه تسمية “بنت الرعد” وبيعها.