شدد الأمين العام لحزب الله السيد “حسن نصر الله” في حفل الذكرى السنوية للشهداء القادة، الذي أقامه حزب الله في بيروت، أن هدف محور المقاومة إلحاق أكبر خسائر بالعدو، مؤكداً على أنّ تضحيات حركات المقاومة “لا تنطلق من حالة انفعالية أو رد فعل مؤقت، بل من الوعي والمعرفة بالأهداف”.
وفي سياق خطابه، قال السيد حسن: “المقاومة في لبنان وفلسطين كسرت ميزان الردع الإسرائيلي وهشّمت صورته وأوجدت ميزان ردع حماية”، مؤكداً على أنه “على الأمريكيين والصهاينة أن يعرفوا أنهم في فلسطين أيضاً، أمام شعب لن يتراجع مهما بلغت التضحيات ومهما بلغ البذل”.
من كريات شمونة إلى إيلات
وضمن إطار الرد على وزير “أمن” الاحتلال، “يؤآف غالانت”، الذي هدّد مؤخراً بالوصول إلى بيروت، ذكّر السيد نصر الله، غالانت وقادة العدو، بموقف سابق، بأنّ “المقاومة في لبنان تملك من القدرة الصاروخية الهائلة والدقيقة التي تمتد من كريات شمونة إلى إيلات”، لافتاً إلى أنّ المقاومة “في قلب معركة حقيقية على جبهة تمتد أكثر من 100 كيلومتر”، وارتقاء شهداء من المقاومة “جزء من المعركة القائمة”.
إضافة لذلك أكد السيد حسن بأنّ المقاومة لا تتحمل موضوع المس بالمدنيين، وقال: “أنه يجب أن يفهم العدو أنه ذهب في هذا الأمر بعيداً”، مؤكداً أنّ الجواب على المجزرة، “يجب أن يكون مواصلة وتصعيد العمل في الجبهة”، مشدداً على أنّ استهداف مستوطنة “كريات شمونة” بعشرات صواريخ الكاتيوشا وعدد من صواريخ “الفلق”، “هو ردٌ أولي”، على ما جرى في النبطية والصوانة.
وأكد السيد على أن “ثمن دماء المدنيين سيكون دماءً وليس مواقع وآليات وأجهزة تجسس إسرائيلية”، قائلاً: إنّ “هدف العدو الإسرائيلي من قتل المدنيين، الضغط على المقاومة لتتوقف، لأن كل الضغوط منذ 7 أكتوبر كان هدفها وقف جبهة الجنوب”.
الاستسلام خضوع و ذل
وفي سياق حديثه عن كلفة المقاومة وثمنها وتبعاتها، شدّد السيد حسن، على أنّ “كلفة الاستسلام كبيرة وخطيرة وباهظة ومصيرية جداً”، متابعاً بأن “الاستسلام يعني خضوعاً وذلاً وعبودية واستهانة بكبارنا وصغارنا وأعراضنا وأموالنا”.
وأضاف السيد إنّه لو استسلم الشعب الفلسطيني، “لكان اليوم أهل غزّة خارجها وأهل الضفة خارجها وحتى أهل أراضي 48 خارجها”، مؤكداً على أنّه “من جملة المسؤوليات الملقاة على عاتقنا، وعلى عاتق الشعوب الإسلامية وأحرار العالم هو تبيان الحقائق”.
موقف الإدارة الأمريكية أكبر ظاهرة نفاق.
وحول الشائعات التي طالت المقاومة الفلسطينية، أكّد السيد نصر الله أنّها تعرّضت منذ عملية طوفان الأقصى إلى اليوم، “إلى أبشع عملية تزوير وإهانة، تعرضت لها المقاومة في تاريخنا”، مشدداً على أن الإسرائيلي لم يستطع أن يقدّم للعالم دليلاً واحداً على الأكاذيب التي روّج لها منذ 7 تشرين الأول.
وأشار إلى أنه لو فُتح تحقيق حول 7 تشرين الأول، فسيكون من نتائجه انهيار “الأساس الأخلاقي والقانوني الذي يدعيه نتنياهو وبايدن بإصرارهما على القضاء على حماس”.
وتابع حديثه، مشيراً إلى أنه يوجد كثيرين صدّقوا التزوير التاريخي الإسرائيلي بخصوص 7 تشرين الأول، “بما في ذلك دول تقول إنّها صديقة لحماس”، مشيراً إلى أنّ “أكبر ظاهرة نفاق يشهدها العالم اليوم، هي موقف الإدارة الأميركية تجاه ما يجري في غزّة”.
وأكد أنّه إذا أوقفت الولايات المتحدة تسليح ودعم “إسرائيل” الآن، “فسيتوقف العدوان مباشرة شاء نتنياهو أم أبى”، مشدداً على أنّ المسؤول عن كل قطرة دم في المنطقة هو الإدارة الأميركية “والمسؤولون الإسرائيليون هم أدوات تنفيذ”.