أدت الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظة الحسكة الأسبوع الحالي، إلى عودة المياه إلى الجريان في سرير نهر الخابور وروافده من جديد.
وفي هذا الصدد، أوضح مدير الموارد المائية المهندس “عبد العزيز أمين” أنّ تدفق نهر الخابور بلغ اليوم عند بلدة تل تمر (45 كم شمال غرب الحسكة) 15 م3/ ثا ،وعند مدينة الحسكة 8 م3/ثا، كما بلغ تدفق نهر الجرجب عند قرية السفح في منطقة رأس العين المحتلة شمال غرب الحسكة 30 م3/ثا، في حين بلغ تدفق نهر زركان عند بلدة تل تمر 1 م3/ ثا.
وأشار إلى أن هذه الأنهار الثلاثة كانت قد عادت المياه إلى الجريان فيها نهاية كانون الثاني الماضي بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة آنذاك، وبلغ تدفقها في التاسع والعشرين من ذلك الشهر عند بلدة تل تمر شمال غرب الحسكة 2 م3/ثا لنهر زركان، و14 م3/ثا لنهر الجرجب، و16 م3/ثا لنهر الخابور.
ارتفاع تدفق الأنهار مع استمرار الهطولات المطرية
وفي غضون ذلك، توقع “أمين” ارتفاع تدفق هذه الأنهار كلما استمرت الأمطار بالهطل، ولاسيما أنّ جريان المياه في مجاريها ما كان له أن يكون لولا الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة خلال موسم الشتاء الحالي، وخاصة في منطقة رأس العين المحتلة شمال غرب الحسكة، حيث الينابيع والعيون التي تغذي نهر الخابور ومجاري الأنهار والوديان الأخرى، الأمر الذي أدى إلى وصول مياه نهر الخابور إلى منطقة الحسكة، ومن ثم إلى المناطق الأخرى التي يمر فيها، وصولاً إلى مصبه في نهر الفرات عند منطقة البصيرة في محافظة دير الزور، ما أتاح الفرصة أمام الفلاحين لسقاية محاصيلهم المزروعة في الحقول الموجودة على ضفتي النهر.
في حين أشار إلى أنّ استمرار هطل الأمطار وجريان المياه في الأنهار الموسمية والدائمة، والوديان، والمسيلات من شأنه أيضاً زيادة مخازين السدود الكبيرة، والسطحية في مختلف مناطق المحافظة، موضحاً أنّ الخابور من أنهار الجزيرة السورية، فهو النهر الرئيسي في الشمال الشرقي من البلاد، ويعد من أهم روافد نهر الفرات، فهو أحد الرافدين اليساريين له إلى جانب البليخ في محافظة الرقة.
وفي سياق حديثه، تابع “أمين” أنّ الخابور يعد نهراً سورياً – سورياً من المنبع حتى المصب، فقد كان ينبع من عيون عدة وينابيع في منطقة رأس العين شمال غرب الحسكة، ذكر المؤرخون والجغرافيون أنّ عددها كان 365 عيناً ونبعاً بعدد أيام السنة، مياهها صافية كعين الديك، ما يجعل قعورها واضحة للناظر رغم عمقها. أهمها عين الكبريت 1 وعين الكبريت 2، وعين الحصان، وعين الزرقاء الشمالية، وعين الزرقاء الجنوبية وعين المالحة وعين الفوّارة. وكانت عين الكبريت (2) التي كان تصريفها يبلغ نحو (5000ل/ثا) وعين الزرقاء الشمالية (2000ل/ثا) من أهم العيون التي تغذي نهر الخابور.
أما بعد جفاف هذه العيون والينابيع نتيجة لقلة الهاطل المطري من جهة وكثرة الآبار الارتوازية التي تم حفرها في المنطقة من جهة ثانية، فأصبحت الأمطار هي المصدر الرئيس للتغذية المائية للنهر، سواء بشكل مباشر عن طريق الجريان في الأودية السيلية، أو بشكل غير مباشر عن طريق تغذية الأمطار للينابيع والعيون ذات الطابع الكارستي في منطقة المنابع الرئيسة.
نهر الخابور يقسم لثلاثة قطاعات
وبالمثل، نوه على أن مجرى نهر الخابور يقسم إلى ثلاثة قطاعات: القطاع الأعلى، ويمتد من منابعه حتى دخوله مدينة الحسكة بطول 110 كم تقريباً، أمـا القطاع الأوسـط فيمتد بين مدينة الحسـكة، وبلدة الصُوّر في محافظة دير الزور بطول 230 كم، ويستمر النهر في جريانه باتجاه الجنوب في قطاعه الأدنـى إلى أن يلتقي بنهر الفـرات، إلـى الشـرق مباشرة من بـلدة البصيرة في محافظة دير الزور بطول 100 كم تقريباً، ليصبح بذلك إجمالي طول نهر الخابور 442 كم من منبعه إلى مصبه.
وأردف أنّ الخابور يتخذ في قطاعه الأعلى وجهة شمالية غربية – جنوبية شرقية، ويلتقي في هذا القطاع مياه نهر الجرجب الذي ينبع من الأراضي التركية، ويصب في الخابور عند قرية السفح، ونهر زركان الذي ينبع أيضاً من الأراضي التركية، ويصب في الخابور عند الطرف الجنوبي من بلدة تل تمر بعد أن يقطع مسافة 95 كم، والجرجب وزركان نهران موسميان تجري المياه فيهما شتاءً ويجفان كلياً في فصل الصيف، وعند الطرف الشرقي لمدينة الحسكة يتلقى الخابور في قطاعه الأوسط مياه أهم روافده، وهو نهر جغجغ.
يذكرأنّ المنطقة التي يمر فيها نهر الخابور وروافده من منبعه حتى مصبه تضم نحو 4 ملايين دونم من الأراضي الزراعية الخصبة.