ليس كل ما يلمع عرباً فهناك عرب كـ سوريا واليمن ولبنان والعراق كالذهب القديم، وهناك أعراب أصابهم الصدأ منذ أول قطرة تطبيع فانكشف معدنهم الحقيقي، ويبدو أن عرّاب السياسة الأمريكية ومنقذ الكيان من فخ المهزلة وقع في الفخ؛ فظن أن ما يلمع في الخليج هو ذهب وأن ما أنتجه النفط هو كل العرب.
التطبيع رغبة وليس خيار
في محاولة لتبييض صورة الكيان وتبرير قذارة المطبعين صرّح وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن”، خلال كلمته في مؤتمر ميونخ للأمن اليوم السبت، بأن معظم الدول العربية تؤيد تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وأشار بلينكن إلى أن “كل دولة عربية تقريبا تريد دمج إسرائيل حقاً في المنطقة لتطبيع العلاقات، إذا لم تكن (الدول العربية) قد فعلت ذلك بالفعل”، وقال إن تطبيع العلاقات سيشمل “ضمانات أمنية والتزامات أمنية” لإسرائيل؛ التي يجب أن “تشعر بمزيد من الأمان”!
نتيجة لذلك، وهنا يجب أن نلفت انتباه “بلينكن” الذي يرى كل العرب كعبيد الخليج ويرى كل الرايات هي راية الكيان وأن الذين أرادوا التطبيع هم أولئك الذين تم تربيتهم في سوق نخاسة الأمريكيين، فماذا ينتظر من عبيد؟ أما نخبة العرب كاليمن وسوريا ولبنان والعراق وغيرهم فلم يكن التطبيع يوماً على أجندتهم ولن يكون محمود عباس رئيس برتيه عميل.
فوق مصيبة الاحتلال التي تتحملها فلسطين، فهي لديها مصيبة أخرى بأن من يحكمها أشباه رجال مثل “محمود عباس”، حينها يتشدق بلينكن بقوله أن الدول العربية “تسعى بجد” إلى إصلاح و”تنشيط” السلطة الوطنية الفلسطينية؛ والتي ينبغي أن تمثل مصالح الفلسطينيين بشكل أكثر فعالية.
وأضاف بأن الإدارة المتجددة يجب أن تكون “شريكاً أفضل لإسرائيل في المستقبل القريب”، مؤكداً أن هذا الأمر أصبح ضرورة حتمية وملحة أكثر من أي وقت مضى”.
وبالطبع هو يقصد تماماً أن سلطة الضفة الغربية هي أجندته بشكل أو بآخر فلا يوجد فلسطيني يقبل بالاعتراف بالكيان إلا من كان خادماً أو مستفيداً من وجود الكيان وقال: “هذا انتقال إلى إقامة دولة فلسطينية توفر أمن إسرائيل وتتحمل المسؤوليات الضرورية”، مشيراً إلى أن منطقة الشرق الأوسط ستصبح بذلك “أكثر تكاملاً”.
رقعة التطبيع والدومينو العربي
ما إن سقطت السعودية في وحل التطبيع حتى لحقها باقي قطيع المطبعين وصاروا جوقة تعزف لحن إسرائيل بمزمار الفلسطينيين، وقبل التفاقم الحالي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ أعربت سلطات تل أبيب مراراً عن رغبتها في تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية.
وفي 22 أيلول 2023، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن الطرفين يقتربان من إقامة علاقات دبلوماسية، الأمر الذي من شأنه أن يبشر بعصر جديد من السلام والازدهار في الشرق الأوسط.
وفي كانون الثاني 2024، قال رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ “محمد بن عبد الرحمن آل ثاني “إن الدوحة مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بشرط احترام مصالح الشعب الفلسطيني!!
وفي أيلول 2020، وقع الجانب الإسرائيلي في واشنطن، بوساطة الولايات المتحدة، وثائق حول تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين، وكانت الصفقة الثلاثية تسمى “اتفاقيات أبراهام”.
وعقب ذلك، أعلن السودان والمغرب تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وقبل ذلك لم تكن لإسرائيل علاقات دبلوماسية إلا مع مصر والأردن بين الدول العربية.
ختاماً
كل ذلك يؤكد أن كل الذين سقطوا هم أساساً آيلين للسقوط، لكن بقي وسيبقى المحور صامداً لا يهزه لا بلينكن ولا كيانه الموبوء.
حيث تمايزت الصفوف بين عربي يلمع ذهباً وبين أعراب مستعربة لمّعها النفط فظنها بليكن لضعف بصيرته أنها ذهباً وصار يتحدث بلغة الجمع متناسياً أنهم كغثاء السيل وأنه كذب المطبّعون ولو صدقوا.