حقق الردع اليمني تطوراً كبيراً منذ إعلان قواته المسلحة استهداف السفن التابعة والمتعاملة مع الكيان إلى يومنا هذا، حيث أدرك اليمن العزيز مبكراً أن العدو الإسرائيلي لا تردعه مبادئ إنسانية أو توقفه شرعية دولية عن متابعة إجرامه، لذلك اتجه إلى سلاح القوة لردعه فهي اللغة الوحيدة التي يفهمها الكيان وتجعله يعيد النظر بكل خطوة يقدم عليها.
وفي لمس عملي للتطور العسكري أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد “يحيى سريع” يوم أمس تنفيذ عمليتين عسكريتين نوعيتين استهدف خلالهما سفينتين أمريكيتين في خليج عدن مع تحقيق إصابات مباشرة.
والسفينتان المستهدفتان هما “سي تشامبيون” (“Sea champion”) و”نافيس فورتونا” (“Navis Fortuna”)، وتمّت عمليتا الاستهداف عبر عدد من الصواريخ البحرية، وفقاً لما قاله “سريع”.
ومع هذا الإعلان، يبلغ إجمالي عدد عمليات القوات المسلّحة اليمنية، خلال الساعات الـ24 الماضية، 4 عمليات، أُولاها استهدفت سفينةً بريطانيةً، وأدت إلى غرقها بصورة كاملة، بينما استهدفت الثانية طائرةً أميركيةً في أجواء محافظة الحُدَيدة.
وأوضح سريع أنّ هذه العمليات تأتي انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، الذي يتعرّض للعدوان والحصار في قطاع غزة، وضمن الرد على العدوان الأمريكي – البريطاني على اليمن.
وفي أعقاب بيان “سريع”، نشر الإعلام الحربي للقوات المسلّحة اليمنية مشاهد توثّق إسقاطها طائرة “MQ9” الأميركية، في أجواء محافظة الحُدَيْدة، بصاروخ أرض- جو محلي.
وسبق أن أعلن المتحدث باسم القوات المسلّحة اليمنية، صباح اليوم، استهداف سفينة “RUBYMAR” البريطانية في خليج عدن، بعدد من الصواريخ البحرية، وتم تحقيق إصابة بالغة، أدت إلى توقّفها بالكامل.
وأوضح سريع حينها أنّ السفينة معرّضة للغرق في خليج عدن، وأكّد حرص القوات المسلّحة اليمنية على خروج طاقم السفينة بأمان.
بالإضافة إلى ذلك، أعلن سريع إسقاط طائرة مسيّرة أميركية، من طراز “MQ9″، في محافظة الحديدة، بصاروخ ملائم، في أثناء قيامها بمهمات عدائية ضد اليمن لمصلحة كيان الاحتلال.
وبعد الإعلان بساعات، أبلغت سفينة شحن أميركية تعرّضها لهجوم صاروخي قبالة سواحل اليمن، اليوم الاثنين، وفقاً لما أفادت به شركة “أمبري” البريطانية للأمن البحري.
وأضافت الشركة، في بيان، أنّ ناقلة بضائع أميركية ترفع علم اليونان طلبت مساعدةً عسكريةً، موضحةً أنّ الهجوم وقع على بعد نحو 93 ميلاً بحرياً، إلى شرقي عدن، جنوبي اليمن.
الحصار البحري غير المسبوق والذي فرضه اليمن تطور إلى حرب طائرات، وجعل أحدث الصناعات العسكرية للدول الكبرى ترضخ لأوامر قواته الخارجة حديثاً من حرب أهلية، وبأدوات عسكرية بسيطة استطاع التماهي مع التكنولوجيا العسكرية الأمريكية والبريطانية.
كما قزم دولتان كبيرتان كأمريكا وبريطانيا بعمليات عسكرية تاريخية ووضعهما في مأزق مالي خصوصاً وأن أمريكا مقبلة على انتخابات رئاسية وتكتظ ساحاتها بالمشاكل الاجتماعية والسياسية ، أما بريطانيا فليست بأفضل حال منها حيث تعاني الركود الاقتصادي بحسب ما أعلنته هيئة البث البريطانية.
باختصار فإن الردع اليمني نجح بفرض واقع جيوسياسي في المنطقة تجاوز هدف محاصرة منطقة إلى الرد على العدوان الذي يطاله وحسب ألف حساب قبل التفكير بالاعتداء عليه.