مازال التوتر الذي صنعه 7 أكتوبر عقدة الحرب لدى مسؤولي الكيان، فلمدة أربعة أشهر لم يكن هناك تحرك أو حتى قرار مهم بالنسبة للكيان.
ولأجل ذلك أرسل عضو مجلس الحرب “آيزنكوت” رسالة تحذيرية للمجلس، والتي ذكر خلالها القرارات التي يجب على الكيان اتخاذها من أجل تشكيل صورة وشكل الإنجاز في الوثيقة، منتقداً بشدة مصطلح “النصر الحاسم” الذي صاغه “نتنياهو”.
انتقادات لفشل الحرب…..
وقد انتقد “آيزنكوت” في رسالته إلى أعضاء حكومة الحرب فيها قرارات المنتدى الذي هو عضو فيه، وذلك تحت عنوان “غياب اتخاذ قرارات حاسمة في الحرب”، حيث قال: “بعد أكثر من 4 أشهر من الحرب، من المناسب تقييم الإنجازات ودراسة التوجهات المستقبلية”.
وخلال رسالته أوضح أنه مع اتخاذ قرارات حاسمة وهامة، هناك صعوبة متزايدة في تحقيق أهداف الحرب، مؤكداً أن المخطط الاستراتيجي للحرب قد تعثّر، مما يهدد تحقيق أهداف الحرب.
ومع مواجهة تلك الصعوبات في تحقيق الأهداف، ووجود عقبات في صنع القرارات، فقد جمع في رسالته تحليلاً دقيقاً ومركّزاً لحالة الحرب ضد المقاومة الفلسطينية، وما حققه الكيان وما لم يحققه، إضافة إلى توصياته للمستقبل.
أهداف الحرب بين تحقيق وفشل….
وفي سياق الحديث عن أهداف الحرب التي تمنّى الكيان تحقيقها، تحدث “آيزنكوت” عن أهداف الحرب، مبيناً أن تقليص قدرات المقاومة العسكرية والحكومية قد تحقق لكن بشكل جزئي، بالإضافة إلى عودة المختطفين، وإعادة الأمن لسكان المنطقة المحيطة.
بينما اعترف بشكل علني أن حالة نهاية الحرب التي لم تشكل تهديداً من غزة، وتعزيز الأمن الشخصي والقدرة على الصمود للمستوطنين فقد فشل.
ومن هنا نجد أن الفشل الذي حققه الكيان لم يكن باعتراف المحللين والمعلقين، بل باعتراف وزير في مجلس الوزراء الحربي، وهو أهم مجلس يتخذ القرارات في الكيان.
أسباب طوفان المقاومة…..
وبعدما تحدث عن الفشل الذريع للكيان في الحرب، أقرّ باعتراف صارخ أن الطوفان كان له أسباب، ولم يكن عبثياً، حيث اعترف بوجود خطر واضح على الأقصى، وكان الطوفان وسيلة لوقف الخطر عليه، إضافةً إلى ذلك رأى أن هناك أسرى أمنيين، وكان لا بدّ من طوفان لاستعادهم _أي أن الكيان لا يأتي بالسياسة_، وحسب زعمه فإن الطوفان لوقف تطبيع الكيان مع السعودية.
قرارات من كيان متخبط!!
وفي سياق حديثه عن الحرب والقرارات التي يجب أن يتخذها الكيان، رأى أن القرارات الاستراتيجية اتخذت في بداية الحرب، ومنذ ذلك الحين، إلا أن هناك تخبّط واضح في أعضاء الحرب، الأمر الذي منع اتخاذ قرارات مهمة، موضحاً ما هي القرارات التي كان يجب أن يتم اتخاذها، ومنها: ” الانتقال الكامل للمرحلة الثالثة C، وهي مرحلة المداهمات الفورية أثناء التموضع خلف شريط أمني، تنفيذ خطة أخرى لعودة الأسرى حتى شهر رمضان، منع التصعيد في الضفة الغربية على خلفية شهر رمضان، عودة السكان في غزة إلى منازلهم في الشمال والجنوب، الترويج لبديل مدني لحكم المقاومة في غزة”.
النصر اللا مطلق….
وبعد الرؤية العسكرية التي رآها “آيزنكوت” والتي جاءت أساساً في وقت متأخر، انتقد “نتنياهو” والمصطلح الذي صاغه “النصر المطلق”، كما كتب لأعضاء حكومة الحرب ما يلي: “أنا مقتنع بأن جميع أعضاء الحكومة مهتمون بتحقيق النصر المطلق؛ جنباً إلى جنب مع أن تصريح رئيس الوزراء بأن النصر سيتحقق خلال أشهر قليلة، وعلى افتراض أنه ليس المقصود منه فقط لأغراض التعبئة والوعي، فمن الصحيح مناقشة هذا المفهوم بجدية وتوضيحه عملياً.
ختاماً….
فإن “آيزنكوت” يوجه إصبع اتهام إلى “نتنياهو” ويصب الملامة عليه لفشل الحرب، بالمقابل هو من أعضاء مجلس الحرب الذي وجه رسالة تحذيرية له، ولم يحرك ساكناً أو يتحدث بهذه القرارات؛ إلا بعد مضي أكثر من أربعة أشهر.
فالكيان بذاته لا يعرف أن يحيك قرارات لنفسه، والمسؤول الشاطر الذي يلقي اللوم على مسؤول آخر، ويحمله عبء الفشل العسكري والسياسي للحرب.