من كان يتوقع أن صاروخ “أرض_جو” محلي الصنع سيذهب بهيبة الصناعات العسكرية الأمريكية أدراج الرياح، ويهبط بها من على عرش الصدارة العالمية؛ لتفشل كل الجهود العسكرية الأمريكية المبذولة على مدى عقود؛ أمام مجموعة مقاومين عزَت عليهم سماؤهم فجعلوها محرَمة على طائرات العدو، وأقسموا بشرفهم الوطني أن يحيلوها عبرة لكل دول الاستكبار العالمي التي جعلت أجواء الدول المستقلة مستباحة أمام طغيانها.
وهذا ما جعل القلق الأمريكي يتزايد بوتيرة ملحوظة خوفاً على سمعة الصناعات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط والعالم، مما سيؤثر سلباً على هالة الرعب التي تحيط نفسها بها وعلى صفقات الأسلحة التي تجريها مع باقي الدول.
الحوثيون أول من اصطاد MQ9
الحوثيون البارعون في كسر هيبة الاستكبار أنَى كان، كان لهم شرف إسقاط أول طائرة أمريكية مسيَرة من نوع MQ9 في منطقة الشرق الأوسط في أكتوبر 2017 والتي تعتبر أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الأمريكية؛ بتكلفة 65 مليون دولار، والمصممة بتكنولوجيا عالية لتجاوز الرادارات، ما شكّل صفعة كبيرة للأمريكان وانهياراً لهرم ترسانتهم التي تتربع طائرة MQ9 على قمتها.
ولم يتوقف أبطال اليمن عند هذا الحد؛ حيث عاودوا إسقاط طائرتين أمريكيتين من نفس النوع اخترقتا أجواء مدينة الحديدة وذمار عام 2019، كما أسقطوا طائرة أخرى عام 2021 في مأرب، ومع اندلاع طوفان الأقصى أوقعوا طائرتين الأولى في المياه الإقليمية اليمنية، والثانية في الحديدة كانتا تقومان بأعمال عدائية؛ ليثير ذلك غضب أمريكا التي فتحت تحقيقاً عن الموضوع.
الدفاعات الإيرانية والعراقية تثيران قلق أمريكا
قوات الحرس الثوري الإيراني الذين لم يسجل لهم أي سكوت على اختراق الأجواء الإيرانية، كان لهم نصيب في تقزيم التطور العسكري الأمريكي، حيث نجحوا عام 2019 في إسقاط طائرة أميركية مسيَرة من نوع MQ_4C وذلك بعدما اكتشفتها رادار إيراني مطوًر وهي تحلق باتجاه مضيق هرمز، وتنتهك الحدود الجوية الإيرانية.
من جهتها تبنت فصائل المقاومة العراقية في يناير 2024 إسقاط طائرة مسيَرة من نوع MQ9 اخترقت أجواء محافظة ديالى، ولفتت إلى أن عملية الاستهداف جاءت استمراراً بنهجها في محاربة الاحتلال الأمريكي في العراق والمنطقة، ونصرة لأهالي غزة، ودفاعاً عن سيادة بلادها وأجوائه المستباحة من قبل طيران العدو.
ومع تكرر عمليات الإسقاط لطائرة MQ9 وغيرها من الطائرات المتطورة، أخذ القلق يتزايد في أوساط البنتاغون الأمريكي بسبب السمعة السيئة التي لحقت بالترسانة العسكرية الأمريكية، ما دفع كثيراً من الدول لإلغاء صفقات الأسلحة مع أمريكا، وتوجهها لشراء أسلحتها من روسيا، الأمر الذي أثار جنون أمريكا التي أخذت تطلق التهديدات خوفاً على مستقبل سلاحها.
الخداع الحربي الأمريكي لم يعد يجدي نفعاً، والسحر انقلب على الساحر منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” عدم صلاحية نصف عتاده العسكري لخوض حرب، وتحوله لمجرد عتاد صالح لإخافة أنظمة عربية جبانة لا أكثر.
ختاماً
طوى العالم عهد القطب الواحد وأخذ يتجه بخطوات واثقة نحو عالم متعدد الأقطاب بعدما نجحت دول المحور في تمهيد الطريق أمام سقوط الإمبراطورية الأمريكية عن طريق إيصال رسائلها العسكرية، وفرض قوتها على الساحة، وإزاحة الترسانة العسكرية الأمريكية من الواجهة، وذلك بعد بذل جهود كبيرة دفعت لأجلها أغلى الأثمان، ولكن النتيجة جاءت على قدر عزمها وإصرارها في محاربة الشر والاستكبار العالمي.