يبدو أن داعش الحقيقة بدأت تظهر بوجهها الحقيقي بعد تعاقب تنظيمات وكيلة عنها كجبهة النصرة وداعش، ومن خطا خطاها من تنظيمات تمتهن الدين صبغة لسياستها ولأفعالها؛ حيث صرّحت وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية “ماي غولان”؛ فخورة بالدمار الذي أحدثه جيش الكيان الإسرائيلي في غزة، متوعدة رئيس حركة حماس بغزة، “يحيى السنوار” بقطع رأسه أو اعتقاله.
كنيست أم مجلس شورى
هذا الكيان يتصرف بسياسة تنظيم داعش هو يتكلم من منبر يسمى بالكنيست، وتنظيم داعش كان يملك ما يسمى مجلس شورى_على غرار الهيئات الشرعية التي كانت لدى تنظيم جبهة النصرة الإرهابي_ ومن خلال هذا المنبر أعربت “غولان” عن موقفها المتطرف أثناء نقاش في الكنيست انتهى بالفشل في عزل النائب عن حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة المعارض “عوفر كسيف” من عضوية البرلمان، بحسب مقطع فيديو لكلمتها لاقى رواجا مساء الأربعاء.
حيث وقَّع “كسيف”، وهو أستاذ فلسفة سياسية ونشاط يساري، على رسالة مفتوحة تدعم دعوى قدمتها جنوب إفريقيا إلى محكمة العدل الدولية، لرفع دعوى ضد إسرائيل بارتكاب جرائم “إبادة جماعية” في غزة.
ديمقراطية الذئب في “كنيست” الخراف
وقالت غولان “السيد طابور الخامس، السيد “كسيف” لا أنت ولا شركائك الذين يدافعون عنك في الداخل والخارج تؤثرون علينا ولو حتى قليلاً”، مضيفةً: “هذه الحكومة لا تلتفت لك، ويمكنك أن تواصل الحلم بأن ننهي الحرب بدون انتصار”. وأردفت: “لا نخجل من القول بأننا نريد أن نرى جنودنا الأبطال المقدسين يلقون القبض على “السنوار” ورفاقه من آذانهم، ويجرونهم في كل غزة إلى زنازين مصلحة السجون الإسرائيلية”.
ومفضلةً قتل “السنوار” ورفاقه وليس اعتقالهم، استدركت غولان: “وفي سيناريو أفضل (يتم إحضارهم) في كفن”.
أحلام “غولدا مائير” الجديدة
على خطى الماما “غولدا” تحلم “غولان” بقطع رأس قادة المقاومة الفلسطينية، ويبدو أن فكرة قطع الرأس لدى داعش الإرهابية كانت مستوردة من قادة ووزراء هذا الكيان الفاشي، هذا وتتهم إسرائيل “السنوار” وقادة آخرين في “حماس” بالمسؤولية عن هجمات شنتها الحركة ضد قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة، في 7 تشرين الأول الماضي؛ رداً على “اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى”.
“غولان” مضت قائلة: “أنا فخورة بدمار غزة.. كل طفل حتى إلى ما بعد (80) عاما من الآن سيروي لأحفاده ما فعله اليهود عندما تم قتل أقاربهم”.
بعض إنجازات الكيان الداعشي في غزة
للأمانة التاريخية، لقد أنجز الكيان في غزة ما عجزت عنه الماما أمريكا في “هيروشيما” و”ناكازاكي” فقد تسبب الجيش الإسرائيلي في دمار هائل بغزة وكارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل شح إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود حتى بات القطاع على شفا المجاعة، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني، أي أكثر من 85% من السكان، وفقا للأمم المتحدة.
وحتى الخميس، خلَّفت الحرب الإسرائيلية في غزة (29) ألفاً و(410) شهداء و(69) ألفاً و(465) مصاباً، معظمهم أطفال ونساء”؛ بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض.
مافيا إسرائيل… خطاب أم تهديد
يبدو أن هذه الوزيرة تتقن تماماً فن التعامل في المافيات، وتعلم لهجة التهديد التي رضعته من مافيا أصبحت كياناً من كثرة الدم الذي شربه كالزومبي في أفلام هوليوود، ولكن من الفلسطينين، ووجهت “غولان” حديثها إلى “كسيف” قائلة: “يمكنك أنت ورفاقك أن تصرخوا حتى الصباح: السلام الآن والانتخابات الآن من كابلان (شارع في تل أبيب تنظم فيه احتجاجات المعارضة) وحتى غزة”.
وساخرةً، زادت بقولها: “الأمر الأخير الذي سنسمح به هو أن يتوجه “كسيف” إلى جبل الهيكل (المسجد الأقصى) ملوحا بعلم فلسطين، وأن يصبح “السنوار” وزيراً للدفاع في دولة فلسطينية، مثل أخيه (الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر) عرفات”.
وأضافت: “ليس هناك حمامة ولا غصن زيتون (تقصد السلام)، وإنما سيف فقط لقطع رأس “السنوار”، هذا هو ما سيحصل عليه منا”. وهذا حقاً ما لا يريد المطبعين أن يفهموه، لا سلام مع هكذا كيان قتل الحمامة منذ عام (1948) أما الغصن، فما زال الفلسطينيون يحرقونه ليقوا نفسهم برد المخيمات وصقيع النزوح.
وللمرة الأولى منذ قيامها في عام (1948)، تخضع إسرائيل حاليا لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة؛ بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين في غزة.