في السياسة لا تحتاج إلى مساحيق للتنظيف يكفي فقط أن تعلم كيف تكذب وتروّج لكذبك؛ وهذا ما تتقنه أغلب الأنظمة المطبعة مع الكيان، وعلى طول التغريبة الفلسطينية الممتدة منذ عام 1948 حتى طوفان الأقصى لم تكن مواقف القيادة السياسية في الأردن كما يليق بالجيران ولطالما اتسمت السياسة الأردنية بالضبابية والغموض..
موقف رسمي على سبيل الحذر
وعلى سبيل الحذر نفى رئيس الوزراء الأردني “بشر الخصاونة” الأحد، مرور جسر بري عبر أراضي المملكة إلى إسرائيل، مؤكداً أن الحكومة “لن تقف صامتة إزاء اختلاق القصص” ضد البلاد.
وذلك خلال كلمة له في افتتاح جلسات “الأداء الاقتصادي وتحديات المرحلة” بالعاصمة عمان، بحضور أعضاء الحكومة.
الأردن طبّاخ السم أم المنسف
قالوا سابقاً “توضيح الواضحات من أكبر المشكلات” وهذا ما يريد “بشر الخصاونة” توضيحه بشكل معكوس حيث قال “لا نقبل المزاودة على موقفنا تجاه الحرب على غزة”.
وتابع: “لن نقف صامتين إزاء ما يتم اختلاقه من قصص ضد الأردن ولا يوجد أي جسر بري من الأردن على أرض الواقع ونظام النقل في البلاد لم يتغير منذ أكثر من 25 عاما”، مضيفاً: “قصص من وحي الخيال تتحدث عن وجود جسر بري، وأؤكد أن ترتيبات النقل من الأردن وعبره لم تتغير منذ 25 عاماً”.
وكان الأردن قد نفى في كانون الأول الماضي، ما أسماها “ادعاءات” تتعلق بمرور جسر بري عبر المملكة، لنقل البضائع إلى إسرائيل.
ويرتبط الأردن مع إسرائيل بثلاثة معابر هي الشيخ حسين (نهر الأردن من جهة إسرائيل) وجسر الملك حسين (ألنبي من جهة إسرائيل) ووادي عربة (إسحاق رابين من جهة إسرائيل).
البحر الميت أكثر حياة من ساسة الأردن
تقول الجغرافيا أن البحر الميت لا يصلح للحياة وتقول السياسة أن حكومة الأردن لا تصلح للعروبة أبدا ً، هذا ويذكر أنه ومنذ 7 تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية وأممية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب “إبادة جماعية” والأردن لم يحرك ساكناً من فوق الطاولة وما خفي تحت الطاولة أعظم.