لم يكن يوماً في حسابات المواطن أن يصبح رغيف الخبز سلعة وبورصة تفاوت بين الوفرة في السوق السوداء والشح في أفران الدولة حسبما تميل كفة السعر يختلف حجم الرغيف وجودته.
رغيف الخبز أم المواطن.. من المدعوم!؟
من بين هذه المواد الأساسية يأتي دور الخبز بمكانة خاصة، حيث يعتبر ركيزة أساسية في غذاء السكان واحتياجاتهم اليومية، ومع تزايد الضغوط الاقتصادية وارتفاع تكاليف الإنتاج، يظهر تحدي توفير الخبز بأسعار معقولة وضمان توزيعه بشكل عادل ومنظم، ما يفتح باباً لمناقشة عميقة حول كيفية التصدي لهذه الظاهرة والبحث عن حلول فعالة لضمان إمداد مستدام ومنصف للمواطنين بأهم مادة غذائية في البلاد.
حيث أن سباق الأسعار في السوق السوداء يتجاوز الأسعار الرسمية والمدعومة بشكل مستمر وملحوظ، فعندما يُرفع سعر مادة معينة، يصعد سعرها تلقائياً في السوق السوداء، وحدث هذا مع سعر ربطة الخبز، إذ ارتفع سعرها بشكل كبير بعد رفع سعرها الرسمي إلى (400) ليرة.
وهكذا، ارتفع سعر الربطة أمام الأفران إلى (6000) ليرة بعد أن كانت تباع بـ (3000) ليرة، مما أضاف عبئاً إضافياً على الأشخاص الذين لا يستطيعون الوقوف في الطوابير بسبب انشغالهم أو ضيق الوقت، وبات الرغيف والطابور مدعوماً حسب المواطن الذي يريد الخبز فهناك مواطن يريد خبزاً ك قوت يومه وهذا خارج دعم صاحب الفرن ومواطن يريد الخبز كسلعة وهذا مواطن مدعوم بامتياز حتى صرنا لا نعرف لا نعرف من المدعوم الرغيف أم المواطن.
تصريحات “تازه” لمسؤولي المخابز
وحيال الأمر، أكد معاون مدير مؤسسة السورية للمخابز” يوسف مراد”، في تصريحات صحفية، أن نظام توزيع الخبز بواسطة البطاقة الإلكترونية ساهم في ضبط إخراجات المخابز، وأشار إلى أن أي نقص في التخريجات يؤدي إلى تغريم المخبز بثلاثة أضعاف تكلفة الإنتاج الفعلية، منوهاً إلى حق المواطن في الحصول على حصته من الخبز وفقاً للبطاقة المخصصة له.
وأشار إلى أن الخبز يعتبر مادة مدعومة من قبل الدولة ولا يجوز التصرف فيها أو بيعها بأي شكل، وتعمل المؤسسة وفروعها على ضبط هذه الظاهرة بالتعاون مع الجهات المختصة.
من جهته، أوضح مصدر في وزارة التجارة الداخلية أن معظم التجار بالخبز هم من النساء والأطفال، مما يجعل القانون يتساهل معهم نظراً للظروف القاسية في سوريا.
وقال نائب رئيس جمعية حماية المستهلك “ماهر الأزعط”، إن الشريحة الأكثر تضرراً هي الموظف غير القادر على الانتظار في الطوابير لساعات طويلة، مما يضطره للشراء من الباعة أمام الأفران، ودعا إلى تخصيص منافذ لبيع الخبز المدعوم لهؤلاء الأشخاص.
هذا وتتزايد الدعوات التي تطلب من الأفران تحسين إدارتها لتغطية المخالفات وتوفير الخدمة بشكل أفضل للمواطنين.
رغيف الخبز وهاجس الأمعاء الخاوية
ما زال رغيف الخبز هاجس المواطن، بعدما زاد سعر كل المواد وتحولت المواد الأساسية من مادة الى سلعة للتجارة، وتحت ذرائع عدم وفرة الطحين تارة والوقود تارة أخرى يبقى المواطن تحت رحمة تجار السوق السوداء دون أن يعلم هل سيجد ما يقي به جوعه أم سيأتي الوقت الذي يشد على بطنه حجراً وينتظر تدخل الحكومة.