أخبار حلب _ سوريا
من واقع الحرب ومخلفاتها التي ترخي بثقلها على كاهل المجتمع السوري، انطلق الرئيس “بشار الأسد” خلال لقائه مجموعة من المفكرين والأكاديميين والكتّاب البعثيين؛ ليضع يده على الجرح ضمن خطة منهجية للنهوض بالواقع بكل واقعية بعيداً عن مجرد التنظير.
وبعناوين وطنية وإصلاحية ضمن رؤية الرئيس “بشار الأسد” لخطة التغيير المطلوبة داخل منظومة حزب البعث؛ لكي يأخذ مساره الفعلي في مستقبل سوريا على المستوى السياسي والوطني والاقتصادي والاجتماعي، موضحاً ضرورة فهم التمايز الكبير بين الإيديولوجيا الحزبية والممارسة الحزبية.
وبخصوص الانتخابات الحزبية أكد الرئيس “بشار الأسد” على أهمية الحوار كأحد عوامل نجاح الانتخابات، واعتبره السبيل الذي يرسم خارطة الطريق التي توجه سياسات الحزب من خلال الأفكار المطروحة في الحوار، وقد رسخ الرئيس الأسد الحوار كقيمة وطنية وثقافة ضرورية لتجاوز أثر الحرب على سوريا.
وفي إجابته على سؤال يتعلق بالسبب الذي يقف وراء اقتصار علاقة البنى الحزبية على سياسة من الأعلى إلى الأدنى؛ نوه الرئيس الأسد إلى ضرورة تشخيص هذه الحالة كحالة عامة ليست فقط داخل حزب البعث مؤكدا أن الانتخابات التي بدأت من عدة سنوات هي أحد آليات قلب هذه العلاقة ليتشارك الجميع في صنع القرار.
كما أوضح السيد الرئيس أن الانتخابات وحدها لا تكفي كإحدى الآليات في التغيير المنشود، منبهاً لدور القيادات الحزبية والفعاليات كالمؤتمرات من أجل المتابعة في عملية التغيير باعتبارها منظومة متكاملة.
إذاً عملية الإصلاح الحزبية لا تنتهي فقط بالانتخابات هذا ما أراد أن ينبه له السيد الرئيس وذلك من خلال ترميزه على نقطة أن الانتخابات أدت المهمة وهي المشاركة الواسعة، فحين تساءل المشاركون في الحوار هل أن الانتخابات الحزبية الجارية حالياً لم تأتِ بعد بتغيير كبير أو بأسماء جديدة كلياً؟
أجاب الرئيس الأسد: أن “أهم ما في الانتخابات ليست الأسماء التي تفوز فيها، وإنما المشاركة الواسعة بها؛ ولذلك فإن نتائج الانتخابات حينها تعكس قرار ورغبة الأغلبية. وهذا هو جوهر الانتخابات، مضيفاً:” هدف المشاركة في الانتخابات تحقق، والنقطة الأهم هي كيف سنعكس تجربة الانتخابات في المرحلة اللاحقة”.
وبذلك أوضح حجم التحديات التي تواجه عملية التطوير الحزبية ما بعد الانتخابات، معتبراً تلك الانتخابات مجرد إجراء جزئي من سلسلة عمليات التطوير، ونجاحها يرتبط بعدة معايير منها ما هو متعلق بمدى اتساع المشاركة التي تعبر عن الأغلبية، والحوارات التي تجري اليوم ضمن الساحة الحزبية هي معيار من معايير.
وكذلك، من ضمن الرؤيا الإصلاحية والتطويرية التي طرحها الرئيس بشار الأسد هي ضرورة بث روح الحيوية في الحزب من خلال البحث عن الكيف وليس الكم قائلاً: “الحزب الحيوي يبحث عن الكيف وليس عن الكم، ويهتم بأن يوسع قاعدة مناصريه وليس أن يزيد عدد أعضائه فقط”.
ومن خلال تطرق المشاركين إلى العلاقة الناظمة بين الحزب والسلطة، فتح الرئيس بشار الأسد باباً لتحديد ورسم علاقة الحزب تجاه السلطة التنفيذية التي تحكمها السياسات والتوجهات التي يضعها الحزب بصفته حزباً حاكماً، فيما تكون الحكومة مسؤولة عن تنفيذ تلك السياسات.
وأشار إلى الدور المنوط بالحزب ومسؤولياته في صناعة الرؤية الشاملة للحزب تشمل فكر الحزب، وتشمل آليات عمله وتشمل هيكلياته، مؤكداً: “كلما ابتعدت الأحزاب عن الانخراط في السلطة التنفيذية وركزت دورها على وضع السياسات والإشراف على تنفيذها كانت النتائج أفضل”.
وباعتبار مواجهة القوة الناعمة الهادفة إلى سحق الهوية الوطنية السورية وتهميش الانتماء كنوع من الحرب الناعمة التي تخوضها الليبرالية الحديثة من أجل ترسيخ الهيمنة الفكرية والثقافية الغربية، أشار الرئيس إلى مسؤوليات الحزب ودوره في حماية الهوية من الصراعـات التي تستهدفها، ومواجهة التحديات التي يعيشها المجتمع السوري.
يذكر أن حزب البعث يعيش اليوم مرحلةً انتخابيةً مهمةً في ظروفها وطبيعتها الصعبة بسبب مفرزات الحرب على سورية من جهة، والتحديات الاقتصادية التي فرضها الحصار الغربي الاقتصاديّ على سوريا من جهةٍ أخرى، إضافة إلى تأثير التحولات الاجتماعية في بنية المجتمع السوري في عصر التواصل الرقمي وهيمنة الصورة.