أخبار حلب _ سوريا
أجمع كثير من علماء الآثار على أن حلب القديمة تعتبر متحفاً يضم أروع المباني، وتعتبر المساجد، والمعابد، والخانات، والأسواق المتلاصقة والمتناسقة من أبرز المعالم في المدينة، ووصفت بأنها متحف بالهواء الطلق.
ولا بد من ذكر القلعة التي تشتهر بها حلب، والتي تتميز بأبوابها السبعة ذات التاريخ العريق، ومن أحد أبوابها “بابُ الجِنَان” ويطلق عليه بالعامية “باب جنين”، وبهدف توسعة الطريق؛ هدمته الحكومة سنة (1310ﻫـ- 1892م)، ووسعت به الطريق، ولكن بقي له أثر.
فلماذا سُمي “باب الجنان” بهذا الاسم؟
جاءت تسميته كونه يُفضِي إلى “جِنانِ حلب”؛ حيثُ بساتين الفستق والأشجار المثمرة ومجرى نهر قويق، كما كان مركزاً لتحويل النقود وشحنِ البضائع.
وضمن إطار الوصف؛ فإن باب الجنان يحتوي على عدة خانات منها: خان الصابون، وخان الزيت، وخان البيض، وخان الدواليك؛ حيث كان مركزاً لتحويل النقود وشحنِ البضائع.
وفي زمن الاحتلال الفرنسي، قاموا بتخريب الأماكن الأثرية لمحو تاريخ دولة معتقة بالحضارة، إذ شقَّ الفرنسيون جادة (طريقاً) عريضة من باب جنين إلى الدباغة العتيقة؛ فهدموا بذلك قسماً من الأبنية والخانات، وبقيت أجزاءٌ من الخاناتِ على الجانبِ الأيمنِ، ثمَّ أكملت الجادة حتى نزلة السجن؛ فهُدِمَ بذلك قِسمٌ من الفرافرة، كما يوجد على جانبي الجادة محلات بيعِ الزَّيتِ الكُردي، والبرغل وغيرها.
وفي داخل سوق باب الجنان يقع مسجد القصر وهو قديم، وقربه زاوية محي الدين، والمسجد العمري، وذكر ابن شداد أنَّ ببابِ الجِنان يوجد طلسماً “لغزاً” للحيّات في برج يسمى برج الثعابين لا تضر معه حيّة إن لُسعت، وقد ظهر هذا البرج في حفريات باب الفرج، وموقعهُ أمام ضريح “السَّهروردي”.
كما يوجد فيه قسطل أبي خشبة والذي يعود إلى القرن السادس عشر الميلادي، وسوق يعمُرُّ بالبضائعِ والرُّوادِ، ويسمى بسوقِ العتمة.
يذكر أن حلب تحتوي على تراث إنساني عظيم يجب حمايته، وأن فيها أكثر من 150 أثراً هاماً تمثل مختلف الحضارات الإنسانية والعصور، كما سُجلت بالسجلات الأثرية العالمية.