أخبار حلب _ سوريا
دفع الجهل وقلة الاهتمام بالموارد الطبيعة لرمي الفضلات والأوساخ والصرف الصحي بالأنهار، متناسين كمية الأمراض والأذى الناتجة عن هذه التصرفات اللأخلاقية.
ففي عام 2009 أعد باحث دراسة نال بها درجة الماجستير من جامعة البعث حول ملوثات مجرى نهر العاصي، وما تخلفه المنصرفات بكل أنواعها من أذية للتربة، وما تلحق بالبشر من جرّاء تناول خضراوات تؤكل ورقياً.
وبالعودة لما جاء بأطروحة الماجستير للطالب “محي الدين كلخة”، ومن خلال الدراسة على مساحة 60 كيلو متراً مربعاً من نهر العاصي، شملت 43 موقعاً مدروساً غرب مدينة حماة، و51 شرقاً، مساحة كل موقع منها نصف كيلو متر مربع، فأظهرت التحاليل المخبرية تلوث العديد من هذه المواقع بالكاديوم والنحاس والزن
وأما حالياً، أكد الدكتور “محي الدين كلخة” أنّ الأمور اليوم أكثر سوءاً للأسف، معللاّ ذلك بإلقاء منصرفات الصرف الصحي وبعض المنشآت الصناعية الأخرى وتساءل: لماذا جعلنا من أنهارنا مكباً للقمامة من نهر العاصي إلى نهر بردى وبقية الأنهار الأخرى؟
وأشار إلى أنّ جلّ إصابات السرطان اليوم تتمركز في التجمعات السكانية الواقعة على ضفاف نهر العاصي، وفقاً للخريطة التي تمَّ إعدادها ويعود ذلك للعبث بمجرى هذا النهر.
كما شدد على ضرورة حماية مجاري الأنهار والإبقاء عليها نظيفة، داعياً إلى عقد مؤتمر على مستوى القطر، يشرح فيه أسباب وأبعاد رمي الملوثات في مجاري النهرين المذكورين” العاصي وبردى “، مطالباً بضرورة عزل هذه الأنهار وعدم السماح للنفايات أن تُلقى بها، صوناً وحفاظاً على القاطنين على ضفاف هذه الأنهار، وخاصة أنهم يسقون أراضيهم بمياه ملوثة وهي المسببة للإصابة بالأمراض السرطانية والتهاب الكبد وغيرهما.
وبالختام، لفت إلى أنه لم تلقَ النداءات أيَّ اهتمام من قبل المعنيين عن الشؤون البيئية ولا الصحية، رغم مطالبة مئات الباحثين السوريين، وغير السوريين في هذا الشأن، ولم يؤخذ برأينا، منوهاً على أن الأنهار ثروة حقيقية وتشكل رئة يتنفس من خلالها سكان المدن.