أخبار حلب _ سوريا
من المتعارف عليه في تراث محافظة دير الزور، أن تكون “البيّاضات” حاضرة على السفرة الرمضانية، وخاصة في الأيام الأولى، ولكن الحرب على سوريا أثرت سلباً على السفرة الرمضانية، من خلال زيادة الصعوبات في الحصول على المواد الغذائية التقليدية، وارتفاع الأسعار ؛ ولكن مازال السوريون يحاولون الحفاظ على على تقاليد شهر رمضان والاحتفال بالشهر الكريم رغم التحديات.
حيث أوضح الباحث التاريخي “غسان رمضان” أن إعداد تلك الوجبات في أول يوم من شهر رمضان يأتي من جانب صحي، فالمعدة لا تحتمل الأكلات الدسمة بأول أيام الصوم، لذا يجري إعداد الخفيف منها، فتجد هنا أكلة “لشاكرية، وشيخ المحشي، والشيش برك” .
وفي سياق متصل؛ بين ” رمضان” أن الظروف المعيشيّة لم تعد كالسابق، والغلاء غيب الكثير من عاداتنا الرمضانيّة، ناهيك عما تركته الأحداث التي مرت بها المحافظة من تأثيرات، بل أنه في ظل هذه الظروف تتحايل الأسر على نفسها لتتدبر معيشتها اليوميّة، وإعداد تلك الأكلات حتماً يأتي وفق مقادير بحجم الاستطاعة المادية.
وإضافةً إلى ذلك؛ أكد على أن إعداد أي نوع من أكلات البياضات يحتاج آلاف الليرات السوريّة، بحسب عدد أفراد العائلة؛ على سبيل المثال؛ لتحضير أكلة شيخ المحشي لإفطار عائلة مكونة من 6 أشخاص، وهذه الأكلة تتكون من الكوسا، واللبن واللحمة مع البصل والبقدونس، والبهارات، إضافة للرز والشعيرية، ضمن استطاعتي مادياً اشتريت 2 كيلو من الكوسا وقليل من اللحمة الناعمة بمبلغ 35 ألف ليرة، و4 كيلو من اللبن ، وكيلو رز، وليتر من الزيت، مع لواحقها من خضار وعدة جرز من البقدونس والفليفلة.
وعند الاستطلاع عن أسعار مكونات الأكلة المذكورة في السوق، فإن سعر كيلو اللحمة يصل إلى 140 ألف ليرة، في حين كيلو الكوسا بـ 10 آلاف ليرة، واللبن 7 آلاف، أما الرز فيتراوح سعره بحسب نوعيته بين 25 – 30 ألفاً.
مع غلاء الأسعار وانخفاض المستوى المعيشي نتيجة الحرب على سوريا، مازالت العائلات السورية تحافظ على العادات والتقاليد المتوارثة من أجدادها، فهي تعد رمزا للترابط الاجتماعي والاحتفال بطقوس رمضان.