أخبار حلب _ سوريا
لأنه شهر الخير والبركة؛ تتعمق في شهر رمضان المبارك أواصر الترابط الأسري والتكافل الاجتماعي حيث تكثر فيه اللقاءات والولائم المتبادلة بين الأهل والأصدقاء.
حيث يعتبر هذا الشهر الفضيل فرصةٌ مناسبة للاجتماع وتبادل الزيارات والدعوات حتى أصبحت كثير من العائلات تفضل أن تجتمع جميع أفرادها في رمضان ويتشاركون فيما بينهم الأحاديث والأخبار على مائدة الإفطار.
وقد اعتادت العائلات الحلبية على إعداد مائدة رمضانية كبيرة، غنية بمختلف أصناف المأكولات والمشروبات تدعي إليها جميع العائلة في جوٍّ تسوده المحبة والألفة.
فالولائمُ عادةْ اجتماعية يحييها الحلبيون ويولونها اهتماماً خاصاً في هذا الشهر، حيث يقوم صاحب المنزل بدعوة أهله وأقاربه أو أصدقائه لتناول طعام الإفطار أو السحور في منزله.
وعندما يحدد ربّ البيت موعد العزيمة تستعدُّ النسوة للتجهيز لها قبل أيام فتوفر بذلك الوقت والجهد ليوم العزومة.
فيبدأنَ بتحضير الأصناف المتنوعة التي يزينَّ بها المائدة كإعداد بعض الحلويات من “الكنافة والقطايف والمعروك” وعمل السمبوسك وبعض المقبلات وتغليفها، كما تقُمنَ بتتبيل الدجاج وتطبيقه بالصواني وحفظه في الثلاجة للطهي في يوم العزومة.
علماً بأن الكثير من السيدات تستعد لهذه الولائم قبيل الشهر الفضيل ولا تعتبرها عزائم بقدر ما تراها لمات عائلية، فالثلاجة لديهن تضم العديد من الأكلات التي يقمن بإعدادها مسبقاً والتي تسهل عليهن الكثير من العمل.
وما إن يجتمع الأهل والأقرباء يلتفون حول مائدة الإفطار المزينة بأبهى الأصناف وألذها وكأنها لوحة فنيّة مزركشة ومرتبة بعناية فائقة ورائحة الأطعمة تجوب المنزل من كل حدبٍ وصوب، يجلسون حولها ويبدأ صاحب المنزل بالسكب لكل شخص بصحنه ويحلف عليه بأغلظ الأيمان بأن يتذوق من كل الأصناف وهو يردد ويقول لضيوفهِ يا جماعة “الأكل على قد المحبة”، ليرفع بذلك الكلفة والخجل عن ضيفه ويجعله في راحة وهو يتناول طعامه.
ولا يكتفي بهذا القدر من إكرام ضيفه بل يصرّ عليه قائلاً بلهجته الحلبية الطاغية “دي كول والله السفرة بتحاسبك” وقوله “خيو والله عيار الشبعان أربعين لقمة”.