أخبار حلب _ سوريا
لا يجهل أحد المكانة التي تحملها مدينة حلب وشوارعها التاريخية القديمة، فهي مدينة أثرية ومن أقدم مدن التاريخ في العالم، كما تمتلك موقعاً جغرافياً مميزاً، ساهم في إدراجها ضمن التراث العالمي في منظمة “اليونيسكو”، ومما يميزها أبوابها السبعة، ومنها “باب أنطاكية”.
حيث يعد “باب أنطاكية”، مركزاً دفاعياً عن حلب ضد الغزاة، تتوسطه كلّة تدعى ب “كلة معروف”.
عراقة الباب تاريخياً
وبالنظر إلى موقع الباب؛ فإنه يقع في منتصف الجهة الغربية لسور المدينة القديمة في حلب، وقد سمي بهذا الاسم لأنه يصل مدينة الساحل، بمدينة أنطاكية؛ منذ عهد الدولة السلوقية في القرن الرابع قبل الميلاد.
وإضافة إلى ذلك؛ فقد كان الباب صلة وصل للمدخل الرئيسي خلال فترة حكم البيزنطينيين، خاصة بعد الفتح الإسلامي وحصار المدينة من قبل المغول في العام 1260 وخلال الفترة المملوكية والعثمانية، في حين كان باباً ثانوياً في فترة حكم الدولة الأيوبية.
باب أنطاكية والحركة التجارية المميزة
وعن أهمية الباب تجارياً، فقد كانت تنتشر حوله الحوانيت والمخازن والمحلات التي يقصدها أهل القرى والقاطنين بالقرب من حلب للبيع والشراء؛ منها “حوانيت الحدادة وصناعة البراذع والحَدوات وبعض الصناعات التراثية القديمة، والصاغة والعديد من المطاعم والقصابة، وحوانيت بيع صابون الغار الحلبي الشهير المميز، ويحيط بباب أنطاكية أماكن ومباني أثرية تاريخية تعود إلى زمان قد مضى من تاريخ مدينة حلب.
معالم الباب وميزاته
وفي سياق الحديث عن الباب؛ فإنه يتألف من برجيين متوازيين وكان موضع الباب جانبياً في البرج الأيمن، وبُني من أحجار ضخمة؛
حيث يتراوح طولها بين 1,00/ 0,80 متراً وسبب وضع الباب جانبياً لمنع استعماله لإدخال جذع رأس الخروف.
وبالمثل؛ فيوجد فيه جامع الشعبية وما يطلق عليه الآن جامع التوتة، ويؤدي إلى حي العقبة يساراّ وإلى الجلوم يميناً، ويوجد بداخله كرة كبيرة تدعى “كلّة معروف”، وحجمها أكبر من كرة القدم بقليل؛ ويتوسطها ثلاث جنازير طولهم 20 سم، كانت الكلة لرجل من أولياء الله الصالحين ويدعى “معروف بن جمر”.
وكتب عنها الشعر، حيث قال:
بدا عشرة يشيلوا كلّة معروف فارس معروف
قصة لهلق بيحكوا بطلا معروف من باب أنطاكه
كلّة معروف والمصير المؤلم
شهدت مدينة حلب أثناء فترة الحرب الكثير من الإرهاب والظلم، وتعرضت المثير من مناطقها لسرقة الآثار، وتدميرها، ونالت “كلّة معروف” من الأذى على يد الإرهاب ما نالت.
حيث سرقها الإرهابيون وقاموا بتهريبها، كما فعلوا بمنبر الجامع الأموي، ومخطوطات المكتبة الوقفية النادرة بالجامع الأموي والكثير من صروح مدينة حلب آثارها وكل ما يساعد النهوض من الأزمة.
ختاماً
إن ما تعرضت له حلب؛ لم يطفئ حضارتها، فتاريخها العريق المتجذرة بالأصالة والحضارة، لم يستسلم الغدر والظلم، لذلك فإن آثارها وتراثها ما زالت شعلة تحملها الأجيال، لتبقى حلب حاضرة في القلب والذاكرة.