أخبار حلب _ سوريا
يتساءل “فيصل القاسم” دعي الإعلام من أين تحصل تلك الجماعات الإرهابية على ملايين الدولارات كي تمول نفسها وتدفع للمجندين؟! ويستمر بسخريته بالقول لا تزعموا إنها تبرعات مؤمنين، بل وراءها جهات ودولاً وأجهزة كبرى تمولها وتحولها، وهي بنظره مجرد ثلة من المرتزقين المغفلين.
حين يتحول مهرج الإعلام الخليجي إلى محلل تبدأ سطحية التفكير تبرز بين ثنايا حروفه وكلماته، حين شخّص واقعاً يدركه المتابعون والمدركون لبواطن الأمور.
من الدول التي لديها ثقافة تمويل الجماعات الإرهابية المسلحة في المنطقة، ومن يمكن لها بواسطة أموالها بنشر الخراب والدمار في أكثر من بلد عربي وفي مقدمتهم سوريا؟
سجل حافل بالإرهاب رغم محاولة الإخفاء
سجل قطر في تمويل الجماعات الإرهابية حافل بما يثبت إدانتها في كل ما لحق بعدد من الدول العربية من قتل وسفك دماء وتدمير لمؤسسات الدول، ولم يعد تمويلها لتلك المجموعات سراً سوى لدى “فيصل القاسم” الذي يهرف بما لا يعرف.
لو أتعب نفسه قليلاً بالعودة لتصريحات أمير النعاج “حمد بن جاسم” التي اعترف بتمويل قطر في عهده لجبهة النصرة مستدركاً توقف التمويل بعد تصنيف أمريكا لها أنها إرهابية.
لكن هل توقفت قطر عن التمويل لتلك الجماعات بعد تصنيفها إرهابية!
قطعاً لا، ولكن تغيرت أساليب وطرق تمويل تلك الجماعات، حيث لجأت قطر للتنسيق مع قيادات تلك المجموعات الإرهابية على أن كل عملية اختطاف رهائن ستقوم قطر بالتدخل علناً بدفع الفدية بدافع “إنساني” للإفراج عن المخطوفين؛ في حين أن الهدف هو رفد خزينة تلك التنظيمات بما يلزم من الأموال لشراء ما تحتاجه من أدوات إرهابية تحتاجها.
ومن الأمثلة على ذلك ما أشارت إليه صحيفة “موند أفريك” عام 2017 إلى أن قطر دفعت فدية قيمتها 10 ملايين دولار لتحرير الأمريكي “تيو بادنوس” في سوريا من أيدي أحد التنظيمات المنشقة عن تنظيم القاعدة الإرهابي “جبهة النصرة”.
فيصل القاسم بذاكرة مثقوبة
هل نسي “فيصل القاسم” قراءة التقرير الإسباني عن المصور الصحفي الأمريكي “ماثيو ستشراير” الذي اعتقلته جبهة النصرة في عام 2012، وتم احتجازه لمدة 211 يوماً إلى أن تمكن من الفرار، حيث أنه حصل على معلومات حول التمويل القطري للمنظمة الإرهابية من خلال إطلاق معركة قانونية ضد تلك الجماعة الإرهابية وفى إطارها رفع دعوى قضائية في وقت سابق من ذلك العام ضد بنك قطر الإسلامي لأنه “جمع تبرعات لخاطفيه”.
وشرح “ستشراير” في وثيقة مكونة من 60 صفحة، كيف سمحت قطر بنقل الأموال إلى الجماعات الإرهابية التي تقاتل في سوريا، بما في ذلك جبهة النصرة، مؤكداً أن البنك الإسلامي القطري ساهم بشكل مباشر في مؤسسة قطر الخيرية، وهي منظمة تمول القاعدة وأحرار الشام”.
قطر تتهرب من المسؤولية بتحميلها لبعض افرادها
ألم يتذكر هذا المستثقف “فيصل القاسم” اسم المواطن القطري “سعد الكعبي” الذي نشر نداءات لجمع الأموال لمقاتلي النصرة في سوريا وجماعات متطرفة أخرى؟!
ولمن لا يعرف هذا المواطن القطري هو أحد أهم الداعمين للحركات الإرهابية في بلاد الشام، لكنه لم يكن يتحرك من تلقاء نفسه بل كان يتحرك وفق تخطيط حكومته القطرية.
كيف أثرى الإرهابي “مالك التلي” وجماعته من الأموال القطرية؟
حادثة اختطاف جبهة النصرة لراهبات معلولا كانت إحدى الطرق لتمرير الدعم القطري للجماعات الإرهابية، التي ما زال اسم “أبو مالك التلي” المدبر لحادثة الاختطاف تلك مرتبطاً بتلك القضية
حيث هب قادة قطر مسرعين بتزويد تلك المجموعات الخاطفة بفدية قيمتها أربعة ملايين دولار تم دفعها لجبهة النصرة في سوريا كفدية مقابل الإفراج عن تلك الراهبات البالغ عددهم ثلاثة عشرة راهبة تم اختطافهم وحجزهم لمدة أربع أشهر.
لقد وصل الحال بقطر ودعمها للإرهاب أن ضاقت بها أمريكا أم الإرهاب ذرعاً، ولذلك صنفت وزارة الخزانة الأمريكية قطر عام 2014 بأنها سلطة متساهلة مع تمويل الإرهاب، وبعدها بعام قالت الوزارة أيضا إن مموّلي الإرهاب المصنفين من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة لا يزالون يمارسون عملهم بشكل علني ومفضوح في قطر التي لم تتخذ أي قرارات جوهرية لردعهم.
وختاماً
ولأن دعم الإرهاب قد يأتي على شكل إتاحة مساحة إعلامية.. فيحق لنا أن نتساءل ماهي الإضافة التي يقدمها برنامج الاتجاه المعاكس عبر مذيعه المعتوه الخالي من أي إثراء للقيمة المعرفية للمشاهد؟!
ولماذا قطر تمول راتبه بآلاف الدولارات لمجرد نعيقه بالخراب والسباب والشتائم؟! أليس ذلك جزء من عملها في ممارسة النخر الفكري في مجتمعاتنا عبر هذه الأدوات الرخيصة التي زرعتهم في قناتها؟!
تابعنا عبر منصاتنا :