أخبار حلب _ سوريا
لم تكن الليلة الرمضانية في مدينة حلب كما كلّ سابقاتها، ولم يستفق الحلبيون هذه المرة على صوت “المسحراتي” المؤنس بل كان الضجيج موحشاً هذه الليلة، حيث نفذ الكيان الإسرائيلي والعصابات المسلحة في ريفي حلب وإدلب عدواناً في نفس اللحظات على المدينة دام لأكثر من ساعة.
متى بدأ العدوان وكيف؟
بعد انتهاء الملحمة الساخنة في سماء حلب، أصدرت وزارة الدفاع بيانها التالي: حوالي الساعة 45 :1 بعد منتصف الليل شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه أثريا جنوب شرق حلب مستهدفاً عدداً من النقاط في ريف حلب وذلك بالتزامن مع اعتداء بالطيران المسير نفذته التنظيمات الإرهابية من إدلب وريف حلب الغربي في محاولة منها لاستهداف المدنيين في مدينة حلب ومحيطها، وأسفر العدوان عن استشهاد وجرح عدد من المدنيين والعسكريين ووقوع خسائر مادية بالممتلكات العامة والخاصة.
أكثر من ثلاثين شهيداً من أبناء المدينة ارتقوا جراء العدوان المشترك ليلة اليوم وهم:
1- أدهم كنعان
2-علي النورس
3-برهوم رزق
4-ناصيف محسن
5-محمد صطوف
6-رائد الزيدان
7-شعبان خرطوم
8-زاهر العلي
9-حيدر بيك
10-خضر اسمر
11-مصطفي درباس
12-ماهر ياقوت
13-نصر سواس
14-عزو الصالح
15-مالك معراتي
16-انس زهرة
17-يمان الصالح
18-حمزة النجار
19-تحسين العلي
20-عروة جبس
21-ادهم نحاس
22-يوسف خضر
23-احمد سرداب
24-حسام تحسين
25-يعقوب قطري
26-جعفر حسان
27-درغام صالح
28-غسان خضرة
29-زيد ناصر
30-عماد شرداق
31-عزيز نجار
32-خالد ناصيح
33-بديع ضبعان
ولم يأت هجوم العصابات المسلحة بالمسيرات على مدينة حلب وحده بالتزامن مع العدوان الجوي الإسرائيلي على ريف حلب، بل تزامن أيضاً مع هجوم مجموعات تابعة لتنظيم داعش الإرهابي على بعض مواقع الجيش السوري في محيط تدمر.
وما إن انتهت تلك الليلة الصاخبة على خير حتى تصدت وحدات من قوات الجيش السوري العاملة في ريف حلب الغربي صباح اليوم لهجوم مجموعات إرهابية مسلحة تابعة لما يسمى تنظيم جبهة النصرة الإرهابي وكان النصر حليف الجيش السوري إذ أوقع جميع عناصرها بين قتيل وجريح وتمكن من سحب عدد من جثث الإرهابيين القتلى منهم إرهابيون يتبعون لما يسمى كتيبة الغرباء التركستان.
التنسيق القديم الجديد يتمدد
لم يكن هذا التنسيق الأول الذي يجري بين العصابات المسلحة والكيان الإسرائيلي، حيث شهدت أحداث الحرب السوريّة منذ 13 عاماً تنسيقاً واضحاً بين أطراف الفصائل المسلحة وجيش الاحتلال؛ سواء في المعارك الحدودية بين سوريا وفلسطين المحتلة واستغلال الاحتلال خاصرة سوريا الرخوة في الجنوب لتمرير كامل الدعم للمسلحين والذي تجاوز حد السلاح ووصل إلى فتح مشافي ميدانية داخل الأراضي المحتلة، وإسعاف عناصر فصيل جبهة النصرة الإرهابي في تلك المشافي.
كذلك كانت أغلب الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا فترة الحرب تأتي كمتنفس للعصابات المسلحة حيث تتزامن مع خسارتهم نقاطهم وفقدانهم عدد كبير من أعدادهم وعتادهم أو تلقيهم ضربة قاضية؛ ليأتي العدوان الإسرائيلي فيشغل الجيش السوري كي يتثنى للإرهابيين التقاط أنفاسهم وتجميع قواهم.
وإن الوقائع التي جرت في سوريا أثبتت أن هذا التنسيق وإن لم يكن جديداً لكنه متطور بشكل يدعو إلى الحذر؛ حيث يمرّ العدو الإسرائيلي بأقسى زنقة في تاريخه بعد انزلاقه في رمال غزة على خلفية انطلاق عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول من العام الماضي، وكذلك تشهد العصابات المسلحة زنقة سياسية وعسكرية ليس لها مثيل لعدة متغيرات أهمها:
أولاً: الاقتتال الداخلي والخلافات التي وصلت إلى حد الانفجار بعد التظاهرات الأخيرة ضد الجولاني في ريف إدلب والتي لم تتوقف إلى اليوم
ثانياً: فقدان الدعم اللامحدود بسبب تغير المشهد العربي والإقليمي
وقد راهنت تلك العصابات المسلحة أكثر من مرة على تراخي جبهة الجيش السوري في رمضان وشنّت أكثر من هجوم على ريفي حلب واللاذقية.
فربما نشهد في الأيام القادمة تنسيقاً أكبر وتبادلاً للأدوار يعمل على إشغال سوريا وكامل المحور لتخفيف الضغط عن الكيان الإسرائيلي في غزة
الخلاصة
“نريد غزة لوحدها” هذه العبارة هي ترجمة الاعتداءات الإسرائيلية والإرهابية ليلة اليوم على مدينة حلب، كما كانوا يريدون لسوريا أن تبقى وحيدة في حربها المصيرية فكان دور الحلفاء والأصدقاء أن لا تنفرد أمريكا بسوريا فتكسر شوكتها وتجعلها خارج متاريس محور المقاومة، فكذلك اليوم يلجأ العدو ليجعل غزة كما كانت وحدها بلا الأردن وبلا مصر أن تكون وحدها بلا سوريا وبلا لبنان وبلا اليمن، ولكن سوريا كما بقية أطراف المحور لن تترك غزة وحدها مهما كلفها الأمر.
تابعنا عبر منصاتنا :