أخبار حلب _ سوريا
يبدو أن سقف طموحات الكيان انهار كما ينهار سقفٌ في غزة فوق رؤوس ساكنيه دون شفقة ورحمة الصواريخ الإسرائيلية، وأن كل الذي حدده “نتنياهو” وحكومته بدعم أمريكي كان نصيبه من الأرض والمعركة هو الفشل الذريع لا أكثر. وهذا ما بدا واضحاً وجلياً في تصريحات الكيان من قادات ومستوطنين باتوا غاضبين من سياسية القادة المتهورة
الطموحات ما قبل الطوفان
ما قبل الطوفان ليس كما بعده فقد كان الكيان قبل طوفان الأقصى يرفع سقف طموحاته لدرجة جعلته أعمى عن رؤية ما تجهزه له المقاومة الفلسطينية من خطة محكمة؛ أطاحت بالجيش الذي كان يشاع أنه لا يقهر فصار ممرغاً بالتراب، فلم يكن يخطر في ذهن قادة العدو العسكرية أن يساق “نمرود ألوني” بالبوكسر نحو غزة التي كان قبل ساعة واحدة من أسره قائد فرقة غزة التابعة لجيش الكيان الإسرائيلي، ولم يخطر ببال جنود الكيان أن يسحب جنودهم من فتحات “الميركافا” و يساقون كما تساق الإبل نحو غلاف غزة التي كان يفرضون عليها طوقاً أمنياً وعسكرياً لم يفرض على أرض من قبل.
فقد كان الكيان يتصور أنه سيدخل غزة في نزهة وقتما يشاء ويتعامل مع غزة على أنها حقل تجارب لأسلحته ولا يردعه أحد عن حرب أو تصفية أو اغتيال وما أشبه ولكن ما بعد الطوفان بات الوضع مختلفاً تمام الاختلاف وأصبحت النزهة التي كان يتحدث عنها الكيان هي جنازة.
الطموحات ما بعد الطوفان
ذات فجر من السابع من أكتوبر و بحركة مباغتة بالنار و التكتيك العسكري؛ عبرت المقاومة الفلسطينية أراضيها المحتلة من قبل الكيان بطائرات شراعية عجزت عنها تكنولوجيا الكيان.
ومنذ ذلك اليوم والكيان يرتكب مجازر وحرب إبادة كاملة الأركان تعبر عن عميق هزيمته وصار كلما تقدم الوقت قليلاً بات الزوال مؤكداً وتناسب طرداً عدد قتلاه مع شعوره بالغباء السياسي وبات من العقل بمكان الاعتراف بالهزيمة فصارت تنهال التصريحات موقنة بالهزيمة؛ فترى ما أدلى به رئيس الأركان الإسرائيلي السابق “موشيه يعالون” حيث قال: “إسرائيل تعيش أخطر أزمة منذ تأسيسها.”
كما أيده عضو الكنيست عن حزب الليكود “ماتان كاهانا” الذي وضّح بشكل ساطع هزيمة إسرائيل حيث قال “حديث نتنياهو الفارغ عن النصر المطلق في رفح هو مجرد خداع”، وأخيراً وليس آخراً ما قاله ما قاله “جدعون ساعر” في خطاب استقالته من حكومة الطوارئ منذ أيام “أرى بألم مع مواطني إسرائيل أننا غير قريبون من تحقيق أهداف الحرب”
معركة الكيان بين الأهداف والنتائج
قبل الحديث عن النتائج والأهداف ومفرزات المعركة؛ يكفي أن ننوه أن معركة طوفان الأقصى هي أول معركة تطلق نداء بدايتها المقاومة الفلسطينية على عكس المعارك السابقة التي كان العدو هو من يبدأها وهو من ينهيها بقرار عسكري وتخاذل عربي ودعم غربي لا محدود وسنتحدث الآن عن غيض من فيض الأهداف والنتائج
أولاً: المعركة التي تحول فيها الكيان إلى طريدة؛ فالغزو البري لغزة كان بمثابة الدخول الى منطقة رمال متحركة أي حركة فيها تعني الغوص أكثر إلى نحو قعر الهزيمة وهذا ما أخذ جيش الكيان نحو قتال أقل حدة وشدة أيضاً بسبب التعب والإرهاق الذي فرضته المقاومة على العدو في استراتيجية القتال الجديدة
ثانياً: القضاء على المقاومة الفلسطينية وهو أهم أهداف الكيان ومازال قائماً إلى اليوم مع عجز واضح وعلى لسان قادة الكيان العسكريين وهذا الهدف انخفض إلى حد أصبح معه زوال الكيان أقرب إلى الواقع من زوال المقاومة الفلسطينية صاحبة الأرض.
ثالثاً: أحد أهم أهداف العدو هو الحفاظ على الأمن القومي الإسرائيلي فقام بإنشاء القبة الحديدية التي تبلغ تكلفة الصاروخ الذي يخرج منها نحو أي جسم يريد اعتراضه هو (66000) يورو؛ بينما يكلف صاروخ المقاومة ما يقارب (300) دولار، ومع ذلك ما زالت صواريخ المقاومة تصل نحو عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة وتدك مستوطنات الكيان.
رابعاً: الهدف الأهم الذي تحته اطوى كل هذا الدم المهدور والأشلاء المقطعة، وكل هذا الخراب والدمار وهو استعادة الأسرى فقد فشل تماماً ولم ينقذ الكيان منهم أحد بالقوة بل بموافقة المقاومة الفلسطينية وعن طريق المبادلة أو يقتلهم تحت ذريعة الخطأ مستفيداً من بروتوكول “هانيبال”
الحرب أكبر من الكيان
من يعتقد أن الكيان هو من يحارب في غزة واهم جداً، فالمقاومة الفلسطينية لا تقاتل هؤلاء الشرذمة من المرتزقة بل تحارب مؤسسات، و دول تقف خلف مصالحها وبالتالي خلف الكيان الذي هو عبارة عن حارس شخصي لمصالح هذه الدول لا أكثر ولا أقل لذلك نرى كل هذه الشراسة في الحرب والعدوانية في الحرب التي غايتها تمرير مشاريع كمشروع “بن غوريون” و غيره وفتح باب التطبيع على مصراعيه.
ختاماً
لم تعد غزة اليوم كغزة البارحة، وبات العالم يفهم تماماً أن توزان القوى صار واضحاً اليوم فإما يتخذ “القدس” طريقاً نحو الخلاص و من محور المقاومة طرفاً وتعتنق دين الحق والحرية والنضال ضد كل أصحاب قبعات ال ” كاو بوي” والرأسماليين أو يتخذ طرق “واشنطن” و قبلة “تل أبيب” ويصلي نحوها صلاة المطبعين كما فعل “بن سلمان” و “تركي آل الشيخ” أو ربما صار أسمه “تركي آل الشيك” الذي يظن أن الأموال تشتري ذمم الرجال وعقائد الأبطال.
تابعنا عبر منصاتنا :