أخبار حلب _ سوريا
تعد الزراعة محور أساسي للحياة، فهي تضمن مجموعة الأنشطة الاقتصادية، والتقنية المتعلقة بمعالجة التربة واستثمار الأراضي، وتحرص وزارة الزراعة على إعطاء المبيدات الزراعية، أهمية خاصة باعتبارها أحد العناصر الأساسية للإنتاج الزراعي، فضلاً عن خصوصية التعامل معها كمركبات كيميائية، حيث عملت على تطوير وتحديث التشريعات والقرارات الخاصة بتسجيل واستيراد وإنتاج وتداول المبيدات ضماناً لتسجيل وإدخال المبيدات المتخصصة ذات الكفاءة العالية والمستخدمة عالمياً وكان آخرها صدور القرار 13/ت لعام 2023 الخاص بإدارة المبيدات في سوريا.
حيث أوضح مدير وقاية النبات الدكتور “إياد محمد”؛ أن الوزارة تحرص على تسجيل المبيدات الآمنة والمستعملة عالمياً، حيث لا يتم طرح المبيدات في السوق المحلية، إلا بعد استكمال كافة إجراءات التسجيل، وبعد إجراء التجارب الحقلية عليها واختبار فعاليتها، لدى الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، وتشارك مديريات الزراعة والإصلاح الزراعي في تنفيذ التجارب الحقلية المطبقة على اختبار المبيدات.
وفي هذا الصدد، أضاف “محمد”: يتم إجراء التحاليل المطلوبة لكل شحنة مبيدات مستوردة، أو دفعة إنتاج محلي لدى المخابر المعتمدة، ومطابقة نتائج التحاليل مع المواصفات المعمول بها مواصفة الفاو، ويتم الطلب إلى مديريات الزراعة لموافاة الوزارة بأي ملاحظات عن المبيدات لمعالجتها أصولاً.
وبالمثل، أوضح “محمد” أن المبيدات الداخلة إلى القطر نوعين، الأول هو احتياج عام تقوم بتأمينه الوزارة، ويتم توزيعه على مديريات الزراعة في المحافظات تبعاً لمخصصاتها ليصار الى استخدامه في حملات المكافحة العامة، والنوع الثاني باقي المبيدات التي يتم تأمينها عن طريق القطاع الخاص “مستورد أو إنتاج محلي” وتنظمه وزارة الزراعة من خلال تسجيلها وإجراء التجارب الحقلية عليها والتحاليل المخبرية المطلوبة والمراقبة الفنية لها في الأسواق.
ولفت أيضاً، إلى تشكيل لجنة فنية لدى الوزارة، لدراسة أي شكوى ترد حول أي مبيد، واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك، حيث تم معالجة الشكاوى الواردة وهناك أكثر من حالة تم معالجتها بشكل فني وعلمي.
وفي هذا السياق، تابع “محمد” كما تحرص على مكافحة ظاهرة المبيدات الغير نظامية والحد منها، من خلال اتباع العديد من الإجراءات منها وضع التشريعات، والقوانين التي تضمن تسجيل المبيدات الآمنة والمسجلة والمستعملة عالمياً، ولا يسجل أي مبيد إلا بعد استكمال كافة الاختبارات الحقلية عليه من قبل الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، وتناقش هذه النتائج من قبل لجان مختصة من كافة الهيئات التدريسية والبحثية، وكل مبيد نظامي موجود في الأسواق سواء كان مستورد أو مصنع محلياً، يخضع إلى التحاليل اللازمة، ولا يتم طرحه في السواق إلا بعد مطابقة نتائج تحليله مع المواصفة المعتمدة مواصفة الفاو.
بالإضافة إلى تكثيف جولات الضابطة العدلية على مراكز بيع وتداول المبيدات الزراعية، وتنظيم الضبوط بحق المخالفين، وتنفيذ لقاءات مع المزارعين لتوعيتهم بالاستخدام الآمن للمبيدات، وخطر استخدام المبيدات غير النظامية، وعرض إعلانات وبرامج تلفزيونية لزيادة وعي المزارعين تجاه استخدام المبيدات النظامية والممهورة بخاتم لجان مراقبة المواد الزراعية، والابتعاد عن استخدام المواد المهربة والمزورة، والتي قد تكون غير فعالة وتحمل في تركيبها شوائب لها انعكاسات سلبية على سلامة المحصول والبيئة، كما تقوم وزارة الزراعة؛ وبشكل دوري بمراسلة الجهات ذات الصلة “الإدارة العامة للجمارك ووزارة الداخلية” للحد من ظاهرة تهريب المبيدات، وعدم دخولها إلى القطر، وكذلك منع الاتجار بها ضمن المحافظات، ووضع برامج إدارة متكاملة تعتمد المكافحة الحيوية بشكل أساسي واستخدام الأعداء الحيوية مما يرشد ويخفف من استخدام المبيدات.
وبالسياق ذاته، قال “محمد”: عملت الوزارة على تشديد الرقابة الفنية والقانونية على المبيدات، وزيادة دور كافة المديريات المركزية في الوزارة في الرقابة على مستلزمات الإنتاج الزراعي، من خلال استصدار قرار ضابطة عدلية بمشاركة كل الأطراف المعنية في ذلك، للمساهمة في ضبط وزيادة الرقابة على المبيدات والأسمدة والأدوية البيطرية.
كما تم اعتماد مبدأ اللصاقة الالكترونية لعبوات هذه المواد، وتكثيف الجولات الميدانية على مراكز بيع وتداول مستلزمات المبيدات والأسمدة، وتنظيم الضبوط بحق بالمخالفين، حيث تم تنظيم 50 ضبط خلال الموسم الماضي، مشيراً إلى أن تسعير المبيدات ليس من اختصاص وزارة الزراعة.
وفي الختام، بين “محمد” أن استعمال المبيدات غير النظامية؛ يعرض المحصول والبيئة السورية لخطر التعامل مع مواد كيميائية مجهولة المصدر والنوعية، وقد تعطي آثار سلبية على المواطن والبيئة والاقتصاد، لذلك تنصح الوزارة باستعمال المبيدات المرخصة من قبلها والممهورة بخاتمها.
والجدير بالذكر، أن مديرية وقاية النبات وبالتعاون مع مديرية الإرشاد الزراعي؛ تسعى لإعداد برامج تبث عبر المحطة الرسمية، لتوعية المزارعين بخطورة استعمال مثل هذه المبيدات، وتنفيذ الندوات الإرشادية حول الاستخدام الآمن للمبيدات، والأثر المتبقي لها على المحاصيل كافةً.
تابعنا عبر منصاتنا :