أخبار حلب _ سوريا
يصادف اليوم السابع من نيسان عيد حزب البعث العربي الاشتراكي، والذي تم الإعلان عن تأسيسه في دمشق في السابع من نيسان عام 1947م فكان ميلاده نقلةً نوعيةً في حياة السوريين وعلى جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إذ انبثق البعث كحركة نضالية من لدن الكفاح الشعبي ضد الاحتلال الفرنسي.
حيث أشار السيد الرئيس “بشار الأسد” إلى أن هذا الحزب العظيم الذي كان دوماً طليعة المواطنين وقلعة التحرير الحصينة سيبقى في هذا الوطن منيعاً صامداً، وسيتنامى أكثر فأكثر، وسيكون عماد أي استقرار ومحور أي تغيير.
وبفيض من مشاعر الاعتزاز والكبرياء، أوضح أن الجماهير تستقبل اليوم الذكرى السابعة والسبعين لتأسيس الحزب العظيم (حزب البعث العربي الاشتراكي)، والذي جاء تأسيسه استجابةً تاريخيةً لرغبة الأمة في تحقيق الوحدة وتحرير الأرض والإنسان وإقامة مجتمع العدالة والعطاء والتقدم والعزة، والذي خاض من أجل ذلك نضالاً مريراً ضد واقع التخلف والتجزئة والظلم والاستغلال.
وبالسياق ذاته، تابع الرئيس “الأسد” أن الحزب حرص منذ نشأته على مواجهة المشاريع الإمبريالية التي تستهدف السيطرة على المنطقة ونهب ثرواتها، كما عمل على تشخيص الواقع العربي تشخيصاً حقيقياً، وحدد السبل الكفيلة لتجاوز الصعوبات والعراقيل التي تقف في وجه تقدم الأمة العربية وتطورها وتحقيق مصالحها، وبناء المجتمع العربي الموحد، فحارب جميع الدعوات الإقليمية الضيقة وناضل بكل صلابةٍ وثباتٍ لإبراز الفكر الوحدوي وترجمته إلى واقعٍ ملموسٍ.
فقاد نضال الجماهير نحو تحقيق الوحدة بين سوريا ومصر عام 1958م و التي تعدّ أول خطوة وحدوية على طريق الوحدة العربية الكبرى والتي جاءت تعبيراً عن المشاعر القومية التي أججها البعث وصهرها وبلورها في نفوس جماهيره التي التفّت من حوله وحملت رايته وسعت لتحقيق أهدافه ، وفجر بعدها ثورة الثامن من آذار عام 1963م لتكون ترجمةً لإرادة البعث في امتلاك الحاضر وبناء المستقبل حيث كانت بمثابة الردّ الطبيعي على حكم الانفصال ، فأعادت بذلك سوريا العربية إلى دورها القيادي الرائد بعد أن حاول الانفصاليون الذين اغتالوا الوحدة أن يعزلوا سوريا وشعبها العربي عن الأمة العربية وأن يعيدوا عجلة التاريخ إلى الوراء لتكريس واقع التجزئة والتخلف .
كما واجهت ثورة البعث في سوريا كمّاً هائلاً من المعوقات والتحديات ولعلّ أبرزها ظهور عقليات التسلط والمناورة والانحراف ، لتأتي الحركة التصحيحية المجيدة في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970م بقيادة القائد المؤسس “حافظ الأسد” إكليل غارٍ على جبين الثورة الأمّ وتعود بها إلى نبعها الأصيل لتجدد البعث روحاً ومضموناً ، ففي ظل التصحيح تألق البعث واشتدّ عوده ، وتعمقت جذوره ، فقرأ أحداث الحياة جيداً ، وواجه التحديات ، وجابه رياح العصر والمتغيرات ، وأكد أنّ ثوابته القومية في الوحدة والحرية والاشتراكية هي الطريق ، ووضعَ حدّاً لعدم الاستقرار الفكري والسياسي الذي اعترى السنوات الأولى من عمر الثورة ، رافعاً وتائر العمل الثوري وليكون نقطة انطلاق في عملية بناءٍ وطنيةٍ واسعةٍ تغطي حاجات الوطن وأبنائه ، من بناءٍ وتعزيز القدرة الداخلية ، وإنشاء الجبهة الوطنية التقدمية التي تجسّد التعددية السياسية كأحد مظاهر الحياة الديمقراطية التي أتاحت ترسيخ الوحدة الوطنية كقاعدة للصمود ومنطلق للنجاح والتقدم .
ولفت إلى أن إنجازات حزب البعث العربي الاشتراكي منذ تأسيسه بشكل عام وبعد قيام الحركة التصحيحية المجيدة بشكل خاص وما قدمته سوريا من أجل القضايا العربية سواءً القضية الفلسطينية أو اللبنانية أو العراقية، وما تقدّمه من تضحيات جليلة على هذا الطريق طريق كرامة العرب وعزتهم وتضامنهم واستعادة حقوقهم، وتحرير أرضهم المغتصبة والوقوف في وجه كل القوى الطامعة بأرضهم وثرواتهم والعاملة على إضعافهم والسيطرة على مقدراتهم.
ويؤكد هذا الدور الريادي المتميز الذي ارتضته لنفسها، والذي هيأته لها حركة القدر والتاريخ وإن ما تفعله سوريا اليوم ومنذ ما يزيد على ثلاثة عشر عاماً بقيادة السيد الرئيس “بشار الأسد” الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي وبتضحيات أبطالها من القوات المسلحة الباسلة يؤكد أنها لا تزال مصممة على متابعة طريق البعث طريق العزة والكرامة والتضحية والفداء.
إضافة لذلك، أكد بهذه المناسبة العظيمة على الولاء والانتماء للوطن وللشعب العظيم وللقائد الأمين العام للحزب السيد الرئيس “بشار الأسد”، كما جدد عهد المحبة والوفاء بأن تبقى العين الساهرة على أمن الوطن والمواطن، والسباقين إلى أداء الواجب بكل شرف وأمانة وإخلاص.
وبالختام، وجه تحية إجلال وإكبار لروح القائد المؤسس “حافظ الأسد” قائد مسيرة ثورة البعث ومبدع نهجها الراسخ ومؤسس سوريا الحديثة، وتحية إجلال واحترام لأرواح الشهداء الأبرار.
وتحية المحبة والوفاء والولاء للحزب العظيم “حزب البعث العربي الاشتراكي” بذكرى تأسيسه وللقائد الأمين على الثورة والحزب والشعب السيد الرئيس “بشار الأسد” وعهداً على السير خلف قيادته الحكيمة والشجاعة حتى تحقيق أهداف أمتنا في الوحدة والحرية والاشتراكية
تابعنا عبر منصاتنا :