أخبار حلب _ سوريا
كل الطرق التي تؤدي إلى إيقاف الكيان عند حدّه وإفشال مخططاته تصبح سالكة شيئاً فشيئاً، فبعد الطريق الذي عبّدته جنوب إفريقيا في محاكمة الكيان، ها هي اليوم نيكاراغوا ترفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد ألمانيا من أجل إيقاف دعمها الدائم للكيان الصهيوني، والتي تنتهك به القوانين الدولية أهمها قانون اتفاقية الإبادة الجماعية، ولكونها أحد أهم نصوص القانون الدولي، فلا بدّ أن تأتي هذه الدعوى بنتيجة يكون بها الكيان هو الخاسر الأول.
ولتوضيح سبب تخصيص ألمانيا حصراً في هذه الدعوى دوناً عن غيرها، أن لها تاريخاً عريقاً من الدموية، وسمعة طيبة من الإبادة الجماعية، فألمانيا التي تدعم اليهود الصهاينة اليوم في الإبادة، هي نفسها التي أبادت حوالي ستة مليون يهودي أوروبي وأكثر بين إبادة ممنهجة ومحرقة، لذلك شهد عام 1948 معاهدة هدفها تطبيق مبدأ “لن يتكرر ذلك أبداً” تحت رعاية الأمم المتحدة المشكلة حديثاً، وكان المنتظر منها هو منع حدوث أي جريمة أخرى.
وإضافة لذلك، فإن ألمانيا هي طرف في الاتفاقية التي وقعت عليها أكثر من 150 دولة منها نيكاراغوا، ما يعني أنه واجب على كل موّقع على الاتفاقية أن يتحمل المسؤولية القانونية باحترام أحكامها والاحتفاظ بحق اتهام أي طرف بشكل رسمي أنه ينتهكها، الأمر الذي سمح لنيكاراغوا منذ بداية آذار أن ترفع دعوى قضائية في محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد ألمانيا، إثر دعمها المتواصل للكيان وإرسال الأسلحة له.
وبعد هذا، فإن ألمانيا نقضت الاتفاقية ولم تلتزم بقوانينها، ولم توقف الإبادة الجماعية في غزة، بل إنها كانت شريكة الكيان في هذه الإبادة، وانتهكت أحد عناصر القانون الدولي، لذا فالدعوى تريد تنفيذ إجراء مؤقت ضد ألمانيا وتعليق دعمها للكيان وأهمها الدعم العسكري، فهل ستخرج دعوى نيكاراغوا ضد داعم الكيان ودعوى جنوب أفريقيا ضد الكيان نفسه بنتيجة إيجابية لصالح فلسطين؟!
تابعنا عبر منصاتنا :