أخبار حلب _ سوريا
في الوقت الذي يستعرض به جيش الكيان قوته وبطولاته بزعم انسحابه من غزة بعد تحقيق انتصار، تأتي الضربة الصاعقة له من المقاومة الفلسطينية، وذلك بعدما نشرت مقطعاً مرئياً يوم الثلاثاء، تظهر به لحظات تنفيذ كمين نوعي في قوات الكيان الصهيوني، في منطقة الزنة في خان يونس جنوب القطاع.
حيث أطلقت المقاومة على هذا الكمين اسم “كمين الأحرار” وعرضت تفاصيله من بداية التخطيط إلى اللحظة التي تم تنفيذه بها، في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، ومن نقطة الصفر شرق خان يونس.
وقد تم الكمين بعد تخطيط دقيق وهادئ، وقام المقاومون بتنفيذ الكمين المركب بنوعية، وذلك خلف خطوط الكيان، وهي المنطقة التي كان الكيان قد ظن أنه يسيطر عليها، لكن بعد كمين المقاومة قد خابت ظنونه.
ومن الأسباب التي جعلت الكمين ينجح هو امتلاكه عدة مستويات، فكان له حصة من التخطيط المعلوماتي الذي كان بجمع معلومات استخباراتية، إضافة لمعرفة أساليب قوات الكيان في هذه المنطقة، وكيفية تحركها ومراقبتها بدقة.
كما أن الكمين لم يخلُ من مستوى التخطيط تحت إرشاد قياديين عسكريين، وذلك بالاستناد إلى صور جوية للهدف، وتحديد سير الدبابات والقوات، الأمر الذي ساعد المقاومة في اختيارها السلاح المناسب لاستخدامها في الوقت المناسب، فتم الاستهداف وزرع العبوات الناسفة بالتزامن مع وجود طائرات استطلاع الكيان التي فشلت في رصد المقاومين رغم تحليقها فوقهم.
وبالإضافة إلى هذين المستويين، تميز الكمين بمستوى تنفيذي محكم، فاختار المقاومون المنطقة المناسبة، واستخدموا العبوات الناسفة الفعالة ضد جنود الكيان، وذلك مع وجود تأمين عسكري أمامي وخلفي لمكان العملية، مع استهداف جنود الإسناد الصهاينة الذين ذهبوا للمكان، حيث أظهرت اللقطات سيل كثيف من الرصاص يتوجه نحو قوة مشاة صهيونية، مما أدى لوقوع أفرادها بين قتيل وجريح وهروب آخرين واختبائهم في مكان تم تفجيرهم فيه لاحقاً، كما تم استهداف قوة النجدة الصهيونية بحقل من العبوات الناسفة وقذائف الياسين، واستهداف من تبقى بعبوات ضد الأفراد.
ولإثبات الضعف الصهيوني والتأكيد على كذبه والبروباغاندا الإعلامية التي يتحدث عنها، كان لابد أن يتحلى الكمين بمستوى إعلامي، حيث استطاع المقاومون أن يوزعوا كاميراتهم في كل زاوية من زوايا العملية، لتوصيل جميع الرسائل التي أرادت المقاومة إيصالها.
فهذا المستوى الإعلامي كان كفيلاً لإثبات كفاءة المقاومة وعملها الجماعي واستمرارها بمقاومتها في القطاع بعد ما يقارب 180 يوم من العدوان على غزة، إضافة لكونه رسالة رعب لدى الكيان الذي سمع صرخات جنوده في هذا الكمين، مع رسالة لمستوطني الكيان بأن لا أمان لهم طالما هم محتلين في أرض ليست أرضهم.
ختاماً…
إن هذا الكمين الذي نشرته المقاومة يؤكد مدى الفشل الصهيوني، ومدى قوة المقاومة، إضافة لكونه إثباتاً لكذب الصهاينة ومسؤولي الكيان بأنهم منتصرون في غزة، وهم مجرد فئران تتهاوى لضعفها وانتكاسها.
تابعنا عبر منصاتنا :