أخبار حلب _ سوريا
خاص أخبار حلب
بقلم: طلال ماضي
لم تنفع الجهود الدولية المكثفة لمحاولة احتواء الرد الإيراني، وبينما العالم يحبس أنفاسه منتظراً كيف سيكون الرد، وخلال أقل من أسبوعين على الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق؛ جاء الرد المدوي والذي فاق كل التوقعات، صباحاً باحتجاز سفينة يملكها المال الصهيوني، ومساءاً بمعاقبة المطار الذي انطلقت منه الصواريخ باتجاه القنصلية الإيرانية.
الرد الإيراني الذي حافظ على المدنيين؛ رسم حدود “إسرائيل” في المنطقة بدقة، وكون الأمريكي سارع للاتصال بالإسرائيلي والوقوف إلى جانبه وتقديم المساندة والدعم له؛ فترسيم الحدود السياسية طال من يدعم “إسرائيل” ووصلته الرسالة التي تقول “إن إيران لا تريد تصعيداً في المنطقة فقط رسالة للعالم فلتعرف كل دولة حدودها بدقة، والتطاول على الآخرين سيقابله المحاسبة والردع”.
بوابل من المُسيَرات كخطوة مبدئية فرضت إيران معادلة ردع جديدة برد موجع من أراضيها وليس عبر الحلفاء، استمر الرد لساعات محددة والعالم مذهول بالذي يحدث ورسائل الرد الإيراني واضحة العناوين بالبنط العريض تقول “إن إيران حتى الآن لم تستخدم كافة قدراتها في مجال الصواريخ، وهي تريد فقط معاقبة من قام بالاعتداء على القنصلية، وترسيم حدود “إسرائيل” ومن يدعمها، وتلقينهم الدرس بعدم تجاوزت الحدود السياسية والأمنية والقانونية والدبلوماسية مع طهران.
وعلى بعد حوالي 1100 كيلومتر عن الحدود الغربية لإيران أمطر الحرس الثوري الإيراني بصواريخه “قاعدة نفاطيم” بأكثر من 200 صاروخ ومسيرة، بينها صواريخ باليستية ومجنحة واستهدف بدقة الحظيرة والقاعدة الرئيسية لمقاتلات إف-35 للكيان الصهيوني.
الرد الإيراني الدقيق الذي أبهر العالم في خطوة تتخذ لأول مرة على المستوى الدولي أوجزته بعثة إيران لدى الأمم المتحدة موقفها الدبلوماسي الرفيع وقالت كلمتها برسالة مقتضبة إن “الهجوم على إسرائيل انتهى وإذا ارتكبت تل أبيب خطأ آخر فإن رد طهران سيكون أعنف”، وأوضحت للعالم الدبلوماسي أن العمل العسكري الإيراني نُفذ على أساس المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة المتعلق بالدفاع عن النفس، وكان رداً على الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق، وهذه الرسالة لمن يتمعن فيها كونها غير مسبوقة في العمل الدبلوماسي الدولي تحمل ترسيم حدود سياسية للأمم المتحدة وتدعوها لتحمل مسؤوليتها أكثر.
لقد كان العالم العربي والإسلامي يتفرج على حمام الدم في غزة منذ أكثر من نصف عام وتجاوز عداد الضحايا 33 ألف شهيداً خرج الشرفاء منهم في احتفالات عفوية بعد الرد الإيراني، معتبراً أن هذا الرد بالنسبة له استعادة كرامة مهدورة ونشوة نصر اشتاق إليها، وترسيم حدود سياسية ومعنوية وأمنية لإسرائيل، وللقوى الغربية التي تدعمها، وظهر ذلك من خلال الخروج للشوارع ومراقبة المسيَرات، والمنشورات ورسائل الدعم والتأييد، وتناقل صور المسيَرات فوق المراقد الدينية في العراق وقبة الصخرة في القدس والدعاء لها بالنصر، بينما سارع الأوغاد منهم إلى التضامن المبطن مع الكيان الصهيوني المجرم.
تابعنا عبر منصاتنا :