أخبار حلب _ سوريا
يوم الجلاء هو الدنيا وزهوتها، لنا ابتهاج وللباغين إرغام، ليس كمثله يوم في تاريخ السوريين، يوم أرغم الشعب في سوريا المحتل الفرنسي على مغادرة الأراضي السورية، بذل ما بعده ذل وعار لبسوه تاجاً إلى يومنا هذا، وكما خرجوا سيخرج شذاذهم الذين جاؤوا ليعيدوا مسيرة عقود من الاحتلال والتخريب عاث فيها المستعمرون فساداً وخراباً في أراضينا.
حيث قال السيد الرئيس “بشار الأسد”: في ذكرى يوم الجلاء، “إن سوريا جيشاً وشعباً وقيادة اعتادت أن تشيد الانتصارات، وتلحق الهزائم بأعداء الوطن، ونحن اليوم أكثر تصميماً على متابعة نهج الكرامة.
وهذه الأيام العظيمة في حياة الشعوب، يحققها رجال عِظام ويحولوها إلى محطات كبيرة ومنارات شاهقة تنير للأجيال طريق الحياة، وتملأ نفوسهم عزاً وفخراً وكرامةً.
وبالنسبة ليوم السابع عشر من نيسان عام 1946م يوم الجلاء العظيم أحد أيامنا الخالدة المتوَّج بالمجد والمزدان بأوسمة النصر والعطاء والصمود والكبرياء”.
وفي حديث السيد الرئيس مع قوى الأمن الداخلي، قال: “أيها الأخوة والأبناء رجال قوى الأمن الداخلي: “ثمانيةٌ وسبعون عاماً وسوريا تتجمل بعبق السابع عشر من نيسان عيد الجلاء الأغر عيد العزة والكرامة والعنفوان، وتنتشي بمدلولاته السامية، وتشمخ جباه أبنائها بحكايات الرجولة والتضحية، كونه يوم انتزاع الحق من غاصبيه حيث جلونا فيه المستعمر الفرنسي عام 1946م عن أرض سوريا الحبيبة وإلى غير رجعة .
وإضافة إلى ذلك، كان الجلاء ثمرة كفاح وطني مشرف على مدى ربع قرن ونيف في مواجهة الغطرسة الاستعمارية الفرنسية، وتتويجاً لمواقف البطولة والإباء ووقفات العزة والفداء الذي أكد شعبنا من خلالها بأنّ أزمنةً مليئةً بالصعاب والمحن تأتي على الأمم الحية فلا يكون الخلاص منها، إلا بالبطولة المؤيدة بصحة العقيدة والانتماء، وهذا ما فعله السوريون الذين امتشقوا سيف المقاومة وسلكوا دربها سبيلاً وحيداً، لانتزاع سيادتهم من غاصبيها ولغةً وحيدةً لا يفهم الأعداء سواها في الصراع من أجل الحرية، كتب الأبطال الميامين والشهداء البررة قصة الجلاء في أبهى صورها وأصدق تجلياتها وأكثرها خلوداً بدءاً بثورتي المجاهدين الجليلين صالح العلي في غرب سوريا و”إبراهيم هنانو” في شمالها منذ وطأة أقدام الفرنسيين الشاطئ السوري في الحادي عشر من تشرين الثاني عام 1918م ولغاية السابع عشر من نيسان 1946م.
وأما عن رحيل جندي مستعمر مروراً بمعركة ميسلون الفداء واستشهاد البطل “يوسف العظمة” ورفاقه ذوداً عن حياض دمشق إلى اندلاع الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان “باشا الأطرش” وكل الثورات اللاحقة التي عمّت كلّ شبر ٍمن أرضنا الحبيبة دون استثناء وصولاً إلى ملحمة التاسع والعشرين من أيار عام 1945م وقصف مبنى البرلمان، واستشهاد حاميته من رجال الشرطة والدرك، وردات الفعل الشعبية التي تلت هذه المجزرة، وتجدد الثورات الصاخبة التي زلزلت الأرض تحت أقدام الفرنسيين المستعمرين، الذين لم يجدوا مفراً من الرحيل بعد أن أدركوا أنه لا نفع لما ارتكبوه من قتل وتدمير ونفي وجرائم يندى لها جبين التاريخ و الإنسانية، لتشرق شمس الجلاء ويشع نوره فينشر الألق في الروابي والضمائر ربيعاً متجدداً عبر الزمان .
وتابع أيضاً، أيها الأخوة والأبناء رجال قوى الأمن الداخلي: “في هذه الذكرى العظيمة التي نتفيّأ ظلالها ونستنشق عبيرها ونتجدد معها تبرز حقيقة ساطعة هي أن مشكلة الاستعمار مع السوريين تكمن في أنه لم يستوعب دروس التاريخ أو أنه يتجاهلها ولا يتعظ من تجارب الماضي وأن ميزة السوريين في التعامل مع الاستعمار، أنهم يقرؤون التاريخ جيداً بخبرة صانعي التاريخ ويستخلصون منه العبر وفي مقدمة تلك العبر أن النصر سيبقى حليف الشعوب المؤمنة في حقها في الحياة الحرة الكريمة، والتي تترجم هذا الإيمان صموداً في وجه الطامعين وتحدياً للطُغيان، ورفض الإذعان وفداءً للأوطان وتسابقاً إلى الشهادة ليبقى الوطن هو الأغلى وجبينه هو الأعلى، ومهما أوغل أعداء الأمة في سفك الدم وارتكاب المجازر والقتل والتخريب والتدمير لن يتمكنوا من قهر إرادة الحياة إرادة الصمود والمقاومة لدى أبناء الحياة أبناء سوريا وسيبقى شعبنا لهم بالمرصاد .
وقال السيد الرئيس: أيها الأخوة والأبناء رجال قوى الأمن الداخلي: “لقد زرع شعبنا الأبي في مطلع القرن الماضي بذرة صالحة من المقاومة والنضال العنيدين في مواجهة المستعمرين الفرنسيين ورواها بدماء الشهداء، وعرق الأوفياء فحصد الجلاءُ ثمراً طيباً من السيادة والحرية والكرامة.
واليوم يعود ذلك الشعب العظيم إلى سالف عهده في العطاء وصادق وعده في الوفاء، ويتسابق أبناؤه إلى التضحية والفداء في محاربة الإرهابيين وكل من يقف وراءهم إلى أن يندحروا خاسئين إلى مقصلة التاريخ، وتبقى سوريا درة الحضارة و التاريخ مكللة بالغار وتحف بها بيارق العز والانتصار.
حيث ختم قوله، يتعين علينا نحن رجال قوى الأمن الداخلي، أن نثبت أننا خير خلف لخير سلف ونسهم في تحقيق نصر اليوم على الإرهابيين، كما ساهم أسلافنا من الدرك والشرطة في إخراج المستعمر الفرنسي مدحوراً من بلادنا، وذلك بالمضي قدماً في حمل رسالة النضال، وبمواصلة البذل والعمل تحت راية القيادة الحكيمة والشجاعة للسيد الرئيس “بشار الأسد”، وأن ندافع عن وطننا الغالي أذى الجريمة والمجرمين ونرد كيد الحاقدين، وأن نسهر على راحة وخدمة المواطنين، والوفاء ليوم الجلاء الأغر في ذكراه المتجددة .
تابعنا عبر منصاتنا :