أخبار حلب _ سوريا
بدأت في محافظة الحسكة زراعة محصول القطن، حيث كان المخطط للمساحة التي يمكن زراعتها بمحصول القطن للموسم الماضي 2023، في مختلف مناطق الاستقرار الزراعي في محافظة الحسكة، بـلغت 6800 هكتار، بزيادة 250 هكتاراً عن المساحة المخططة خلال موسم 2022 البالغة 6754 هكتاراً.
وفي هذا الصدد، بين مدير الزراعة المهندس “علي خلوف الجاسم” أن المساحة المزروعة حتى الآن بلغت 525 هكتاراً، من المساحة المخططة للموسم الحالي البالغة 5450 هكتاراً، موضحاً أن مديرية الزراعة في الحسكة حددت هذه المساحة في الخطة الزراعية، وفقاً لمدى إقبال الفلاحين على زراعة المحصول من جهة، وبناء على الموازنة المائية في مختلف مناطق المحافظة، والتي يعتمد عليها الفلاح لسقاية محصوله، من جهة ثانية، سواء الآبار الجوفية أو المسطحات المائية والسدود.
وخلال حديثه، شرح “الجاسم” أنه من الأفضل علمياً زراعة القطن في وقت مبكر، لكن أغلبية المزارعين في المحافظة يفضلون الانتظار حتى النصف الثاني من شهر نيسان للبدء بزراعة المحصول، خوفاً من موجة البرد التي قد تحدث في الأيام الأولى من الشهر، والتي يطلق عليها الأهالي اسم “عقرب نيسان” التي قد يتقلب فيها الجو ويشتد البرد، وتهب رياح شديدة باردة أو زوابع مصحوبة بغبار في بعض الأحيان، ما يؤخر زراعة القطن.
وتابع “الجاسم” ذاكراً أن هذا التغير المناخي لا يناسب الزراعة والإنبات، كونه يؤدي إلى موت الكثير من البذور الآخذة في الإنبات وبعض النباتات الصغيرة. ولهذا لا يفضل مزارعو الحسكة زراعة القطن في هذا الوقت “أيام الحسومات” حيث يكون لتغيير الجو أثر سيىء عليها.
كما نوه إلى أن نهاية آذار وبداية نيسان قد تشهد بعض الزوابع ويكون الهواء بارداً فيها، ولهذا تسمى هذه الزوبعة “بالخماسين الباردة”، حيث أنها تكون حارة جداً بعد ذلك، ويطلق عليها “الخماسين الحارة” وبعد الأسبوع الأول وأحياناً الثاني من نيسان، يصبح الجو ملائماً لزراعة القطن، رغم احتمال تقلبه في بعض الأيام.
وأكد الجاسم أن زراعة القطن شهدت تراجعاً كبيراً في محافظة الحسكة، بسبب الحرب الكونية على سوريا. حيث وصلت المساحة المزروعة في مختلف مناطق المحافظة في بعض المواسم إلى نحو 100 ألف هكتار، كانت تنتج نحو 500 ألف طن في السنة، إلى أن وصلت الآن إلى نحو 5 آلاف هكتار فقط، بالكاد يصل إنتاجها إلى 15 ألف طن.
ووفقاً لذلك، شدد “الجاسم” على أن استهداف دول العدوان على سورية لزراعة القطن، ناتج عن إدراكها لأهمية هذه الزراعة في الاقتصاد السوري، إذ يعد القطن من المحاصيل الاستراتيجية المهمة، ويعتمد اقتصاد البلاد عليها بشكل كبير. وذلك نظراً لكبر المساحات التي تزرع بالقطن في محافظات حلب والحسكة والرقة ودير الزور وغيرها، وتبلغ نسبة القطن ما يقارب 30 – 20 % من الإنتاج الزراعي بشكل عام في سورية، كما يعمل في زراعته ما يقارب مليون عامل، أي بما يعادل 20% من العمالة السورية.
وفي الختام، لفت الجاسم إلى أن القطن السوري يعد من أفضل وأجود أنواع القطن في العالم، وتعد زراعته من الزراعات العريقة في البلاد، إذ يعود تاريخها إلى الألف الرابع ق.م. كما تعتبر سورية من أهم وأوائل الدول في إنتاجه، ففي عام 2011 أنتجت أكثر من مليون طن من القطن. حيث تقوم بتصديره إلى الخارج، وخاصة إلى الدول الأوروبية التي تستخدمه في صناعة المنسوجات ذات الجودة العالية.
تابعنا عبر منصاتنا :