أخبار حلب _ سوريا
خاص بأخبار حلب
بقلم: الإعلامي أديب رضوان
بدأت القارة الأفريقية وخصوصاً منطقة الساحل منها، بالاستيقاظ من غيبوبة “السياسة الأمريكية” التي اجتاحتها عقود طويلة من الزمن وأثقلت كاهلها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً؛ فدول الساحل الأفريقي بدأت مرحلة سياسية جديدة عنوانها الاعتماد على الحليف الوفي والصادق بدلاً من المستبد الذي يدعي أنه الحليف فيما سياسته تقوم على الهيمنة، وهنا نتحدث عن سياسة واشنطن في القارة الأفريقية القائمة على الاستغلال والتبعية والهيمنة وإفقار الشعوب ودعم الإرهاب.
حيث تشهد القارة السمراء حراكاً شعبياً وسياسياً قوياً هذه الفترة عنوانه التحرر والانعتاق من قبضة القوى الاستعمارية الغربية التي نهبت خيراتها وحرمت أبناءها من العيش الكريم وتركتهم فريسة للجهل والفقر والصراعات الدموية.
أفريقيا تقلب الطاولة على واشنطن
بالأمس أعلنت النيجر عن التخلي عن التواجد الأمريكي العسكري على أراضيها؛ في خطوة تأتي استكمالاً لخطوات أخرى قامت بها عدة دول في الساحل الأفريقي في هذا السياق والتي دعت إلى إخلاء المنطقة من التواجد العسكري الأمريكي والغربي عموماً من المنطقة واستبدالها بالدعم الروسي الذي أثبت أنه حليف وثيق وشريك يعتمد عليه بعدما خبرت دول أفريقيا الهيمنة الأمريكية.
أفريقيا تقلب الطاولة في جغرافيتها على الولايات المتحدة الأمريكية ومعها كامل معسكر الدول الغربية التي قام تواجدها فيها على أساس سرقة موارد الشعب الأفريقي ومنعه من الازدهار وبقائه تحت خط الفقر؛ مع اتساع رقعة الإرهاب فيما تدعي واشنطن أن وجودها فيها من أجل حماية شعوب الدول الأفريقية ومكافحة الإرهاب وتحقيق الرفاهية والتقدم لتلك البلدان.
أفريقيا تقلع “الشوك” الأمريكي بيديها
الإعلان عن سحب القوات الأمريكية من النيجر خطوة متقدمة نحو إنهاء العصر الأمريكي والغربي في القارة الأفريقية؛ فالإعلان الذي جاء على لسان عدد من المسؤولين الأمريكيين وأكدوا أن نائب وزير الخارجيّة الأمريكي “كورت كامبل” وافق على طلب سلطات نيامي سحب القوات الأمريكية البالغ قوامها أكثر من ألف جندي من النيجر.
وقد أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن القرار لم يكن مفاجئاً، فالنيجر قالت الشهر الماضي إنها ستلغي اتفاق التعاون العسكري مع الولايات المتحدة بعد سلسلة من الاجتماعات المثيرة للجدل في العاصمة نيامي مع وفد دبلوماسي وعسكري أمريكي رفيع المستوى.
وقد وضعت الصحيفة النقاط على الحروف السياسية في هذا الصدد حين أكدت أن خطوة النيجر تتماشى مع النمط الأخير الذي اتبعته دول منطقة الساحل؛ بقطع العلاقات مع الدول الغربية، والاتجاه بشكل متزايد، نحو الشراكة مع روسيا.
واشنطن تركت إرثاً سيئاً
واشنطن تركت خلفها إرثاً سياسياً سيئاً في إفريقيا وسط موجة متزايدة من المشاعر السيئة تجاه الوجود الأمريكي في النيجر، حيث دعا آلاف المتظاهرين في عاصمة النيجر مؤخراً إلى انسحاب القوات الأمريكية بعد أيام فقط من تسليم روسيا مجموعتها الخاصة من المعدات العسكرية والمدربين للجيش في البلاد.
ويتمركز العديد من الأمريكيين المنتشرين في النيجر في القاعدة الجوية الأمريكية 201، وهي منشأة عمرها ست سنوات شمال البلاد وكانت واشنطن ترغب في الحفاظ على هيمنتها على، لكن الوصول المفاجئ لـ100 مدرب روسي ونظام دفاع جوي إلى النيجر الأسبوع الماضي جعل من البقاء الأمريكي أمراً مستحيلاً في هذا البلد.
الخلاصة
دول القارة الإفريقية بدأت الحراك السياسي ودارت كرة الثلج فيها لتنفض غبار سنوات القهر والذل والمهانة التي فرضتها الدول الغربية عليها، وبدأت تتلمس طريقها نحو استلهام التعاون مع الدول الحرة التي تريد الخير لشعوب العالم بدلاً من دول الغرب التي تنكّرت للدول الأفريقية ونصبت عليها حكومات كحارس على عمليات نهب وشفط خيرات القارة؛ في ظل تزايد الفقر مع أبنائها وهم يرزحون تحت سياط الفقر والحاجة، وتفتك بهم الأمراض والأوبئة، فيما خيرات وثروات بلدانهم، تنعمُ بها دول أجنبية وعلى راسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرهم.
تابعنا عبر منصاتنا :