وصلت حاملة طائرات أمريكية اليوم إلى كوريا الجنوبية، وذلك لإجراء أوّل مناورات مشتركة بالقرب من شبه الجزيرة منذ أربع سنوات، حيث ستنضم إلى سفن عسكرية أخرى في استعراض للقوة، بهدف إلى إرسال رسالة لكوريا الشمالية.
وذكرت وكالة أنباء “يونهاب” الكورية أن حاملة الطائرات والتي تدعى “يو إس إس رونالد ريغان” والتي تعمل بالطاقة النووية رست في مركز قيادة أسطول كوريا الجنوبية في بوسان، على بعد 390 كيلومتراً جنوبي سيول.
وسط مخاوف من احتمال قيام كوريا الشمالية بإجراء تجربة نووية أو استفزازات أخرى.
وفي السياق ذاته نقلت عن مسؤول رفيع المستوى لم تصرّح باسمه بأن “نشر حاملة الطائرات هنا يهدف إلى إظهار قوة التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وردع التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية”.
ومن جهته قال قائد المجموعة القتالية الأميرال “مايكل دونيلي” للصحافيين على متن السفينة، إن الزيارة كانت مخططة منذ فترة طويلة، وتهدف إلى بناء علاقات مع الحلفاء في كوريا الجنوبية وتعزيز العمل المشترك بين القوات البحرية.
متابعاً القول بأننا : “نترك رسائل للدبلوماسيين”.
لكنه أضاف أن التدريبات المشتركة مصممة لضمان قدرة الحلفاء على الرد على التهديدات في أي مكان وفي أي وقت، لافتاً إلى أنها “فرصة لنا لممارسة التكتيكات والعمليات”.
والجدير بالذكر بأن وصول حاملة الطائرات جاء بعد أن أقرّت كوريا الشمالية مؤخراً قانوناً جديداً جرى وضعه للسماح بالاستخدام الاستباقي للأسلحة النووية في ظروف معينة، في خطوة تظهر على ما يبدو عقيدتها النووية العدوانية بشكل متزايد.
ويشكل وصولها أهم عملية انتشار حتى الآن في ظل اتجاه جديد لوجود المزيد من “الأصول الاستراتيجية” الأمريكية في المنطقة لردع كوريا الشمالية.
علماً أن هذه الزيارة هي الأولى لكوريا الجنوبية من قبل حاملة طائرات أمريكية منذ عام 2018.
حيث قلص الحلفاء العديد من أنشطتهم العسكرية المشتركة في ذلك العام وسط جهود دبلوماسية للتعامل مع كوريا الشمالية، لكن المحادثات توقفت منذ ذلك الحين.
كما جاء وصول حاملة الطائرات، بعد أن أعاد الرئيسان يون سيوك-يول وجو بايدن، تأكيد التزامهما بنشر الأصول الاستراتيجية الأمريكية “في الوقت المناسب وبطريقة منسقة حسب الضرورة” خلال قمتهما في سيول في أيار الماضي.
وفي وقتٍ سابق، حثَّ الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، على إجراء المزيد من التدريبات المشتركة وغيرها من العروض العسكرية للقوة كتحذير لكوريا الشمالية.
فيما أكد مراقبون أن بيونغ يانغ تستعد على ما يبدو لاستئناف التجارب النووية للمرة الأولى منذ عام 2017.
ومن جهتها نددت كوريا الشمالية بالانتشار العسكري الأمريكي السابق والتدريبات المشتركة ووصفتها بأنها تدريبات للحرب ودليل على السياسات العدائية لواشنطن وسول.