أخبار حلب _ سوريا
تعد الكوليرا من الأمراض الشائعة، إذ تسبب التهاب معوي ناتج عن تناول أغذية أو مياه ملوثة ببكتريا تدعى “ضمات الكوليرا”، وبالرغم من أنه يمكن علاجها ومنعها، إلا أنها تنتشر بسرعة كبيرة وخاصة بين الأطفال اللذين يعيشون في مجتمعات يسودها عدم الاستقرار.
وفي ظل ما تعانيه الحسكة من نقص بمياه الشرب نتيجة قطعها من قبل الاحتلال التركي، يعيش أطفالها تحت وطأة انتشار المرض، ولكن ساعدت الجهود المبذولة من قبل فرع الهلال الأحمر من تخفيف حدة انتشار المرض، وذلك من خلال حملات التوعية المستمرة بالمنطقة.
حيث أوضح رئيس مجلس إدارة فرع الهلال “علي منصور” أن الهدف من هذه الحملة هو رفع الوعي الصحي، وتجنُب خطر الإصابة بالكوليرا.
ويتم تنفيذها بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” في أكثر من 20 مدرسة من مدارس المرحلة الأولى من التعليم الأساسي في مدينة الحسكة وريفها وريفي منطقة القامشلي وناحية تل حميس. وتشمل الحملة توزيع 9000 حقيبة نظافة تتضمن صابوناً وسائل جلي.
كما لفت إلى أن منظمة الهلال الأحمر العربي السوري اختارت بعناية المواقع الملائمة لتنفيذ هذه الحملة، وهي القرى الفقيرة في ريف محافظة الحسكة، وذلك لأن خطر الإصابة بوباء الكوليرا يرتفع عندما يُرغِم الفقر أو الحرب أو الكوارث الطبيعية الناس على العيش في الأماكن المزدحمة الخالية من مرافق الصرف الصحي الملائمة.
وبالسياق ذاته، شدد ” منصور” على أن الحملة شرحت للسكان المستهدفين أن أعراض أغلب حالات الكوليرا تكون عبارة عن إسهال بسيط أو معتدل، يصعب تفرقته عن الإسهال الناتج عن أية مشكلة صحية أخرى.
بينما يصاب البعض الآخر بمؤشرات وأعراض شديدة للكوليرا، غالباً ما تظهر خلال عدة أيام من الإصابة بالعدوى. ومن هذه الأعراض الإسهال والغثيان والقيء والجفاف الذي يؤدي إلى فقدان المعادن من الجسم بسرعة، وهي المسؤولة عن الحفاظ على توازن السوائل في جسم الإنسان، ويُعرَف ذلك باضطراب الشوارد.
ونوه بأنه تظهر الآثار المميتة للمرض نتيجة سم تفرزه البكتيريا في الأمعاء الدقيقة. ما يدفع الجسم إلى إفراز كميات هائلة من الماء، ما يؤدي إلى الإسهال وفقدان سريع للسوائل والأملاح (الكهارل)، وهذا يدفع الكوليرا لتصبح من أسرع الأمراض القاتلة؛ لأن الفقد السريع لكميات كبيرة من السوائل والكهارل يؤدي إلى الموت في غضون ساعات، في معظم الحالات الحادَّة، أمَّا في الحالات الأقل حِدَّةً ، فقد يموت المرضى الذين لم يتلقَّوا العلاج بعد ساعات أو أيام من ظهور أول أعراض الكوليرا، وذلك بسبب الجفاف وهبوط الدورة الدموية، اللذين يعدان من أسوأ مضاعفات الإصابة الكوليرا.
بالإضافة إلى ثمة مشكلات صحية أخرى قد تحدث، مثل انخفاض سكر الدم ومستويات البوتاسيوم والفشل الكلوي، ولهذا شدد المتطوعون في الحملة على ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة، وهي غسل اليدين بالصابون والماء بشكل متكرِّر، وشرب الماء الآمن فقط، إضافة إلى تناوَلْ الطعام المطبوخ والساخن تماماً، والالتزام بالفواكه والخضار القابلة للتقشير.
تابعنا عبر منصاتنا :