أخبار حلب _ سوريا
بينما تتصارع أمريكا مع الصين من أجل النفوذ التكنولوجي، بدأت السعودية الغنية بالنفط تستثمر الأموال في الأحداث الجذابة، والقدرة الحاسوبية، وأبحاث الذكاء الاصطناعي، لتشارك في هذا الصراع، وفي الوقت الذي كانت فيه شركات جوجل وتيك توك وشركات أخرى تعاني من ازدحام مروري لمدة ثلاث ساعات، كانت سياراتهم تزحف نحو مؤتمر ضخم في مساحة للفعاليات في الصحراء، على بعد 50 ميلاً خارج الرياض، حيث أنفقت السعودية مليارات الدولارات من أموالها، سعياً إلى بناء صناعة تكنولوجية لاستكمال هيمنتها النفطية.
وليتجاوز مسؤولو الشركات الازدحام، توجهوا إلى جانب الطريق السريع، رافعين أعمدة من رمال الصحراء أثناء قيادتهم بسرعة متجاوزين، أولئك الذين يتبعون قواعد المرور، وقد استفاد عدد قليل من المحظوظين من مخرج خاص للطريق السريع مخصص لـ “V.V.I.P.s” الأشخاص المهمين جداً، وفي طريقهم إلى المستقبل، كانت هناك لافتة مكتوب عليها “القفزة”.
وفي المؤتمر تجمع أكثر من 200 ألف شخص، بما في ذلك الرئيس التنفيذي لقسم الحوسبة السحابية في أمازون “آدم سيليبسكي”، الذي أعلن عن استثمار بقيمة 5.3 مليار دولار في المملكة العربية السعودية لـ مراكز البيانات وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتحدث الرئيس التنفيذي لشركة آي بي إم “آرفيند كريشنا”، عما وصفه أحد وزراء الحكومة بـ”صداقة العمر” مع المملكة، كما ألقى مسؤولون تنفيذيون من شركة هواوي وعشرات الشركات الأخرى خطابات، وتم إبرام صفقات بأكثر من 10 مليارات دولار هناك.
ومن جهة أخرى، نرى أن السعودية لا ترى مشكلة أو رادع في أن تضع كل ممتلكاتها وأموالها لتركن سيارتها في شوارع الحداثة، بينما تشاهد الفلسطينيين وهم يتجرعون الألم والمعاناة، فالمؤتمرات التي تقوم بها السعودية وتجمع على طاولاتها مؤسسات الشركات التكنولوجية، تؤكد أن لا مال سعودي يصل لفلسطين، وأن لا مؤتمرات أو اجتماعات قد تحدث في الرياض لإنقاذ غزة وأطفالها من مجازر الكيان ووحشيته.
لأن كل شركة من هذه الشركات وضعت يدها بيد السعودية، كان من أحد أهم أهدافها هو دعم الكيان، بل إن “جوجل” التي شاركتها السعودية مؤتمر التطور التكنولوجي قد فصلت ما يقارب ال50 موظف من شركتها فقط لكونهم دعموا فلسطين وتضامنوا مع ألمها، فأين السعودية وأموالها من فلسطين؟!
تابعنا عبر منصاتنا :