أخبار حلب _ سوريا
كتب المؤرخ والأستاذ الجامعي الصهيوني وعالم الأنثروبولوجيا “يوفال نوح هراري” تقريراً مفصلاً في صحيفة هآرتس العبرية حاول فيه إنقاذ الكيان الصهيوني من المأزق الذي وقع فيه عن طريق طرح الحل؛ باعتباره ينتمي إلى هذا الكيان الغاصب ولا يجد مشكلة في كونه احتلال لسيادة أرض أخرى مناقضاً بذلك كل ادعاءاته التاريخية، وهو على غرار وسائل الإعلام الإسرائيلية يحاول تقديم آرائه للعالم على أنها “نظرية تاريخية”، ويبدو أن هذا الأسلوب للأسف نجح في خداع البعض.
وبرر “هراري” فشل حكومة الكيان في التعاطي مع واقع الحرب المفروض عليها قائلاً: صحيح أن هدف “إسرائيل” بعد 7 تشرين الأول كانت إطلاق سراح المختطفين ونزع سلاح حركة حماس، لكن هذه لم تكن الوحيدة”.
وأضاف أن “الأهداف المحددة، بالنظر إلى التهديد الطبيعي الذي خلقته إيران وحلفاؤها، كان مطلوباً من إسرائيل أيضاً تعزيز تحالفها مع الديمقراطيات الغربية والتعاون مع القوى المعتدلة في العالم العربي وإنشاء هيكل إقليمي مستقر، لكن حكومة نتنياهو تجاهلت كل هذه الأمور، وبدلاً من ذلك حاولت الانتقام ولم تنجح حتى الآن في تحرير جميع المختطفين وتدمير حماس، لكنها تعمدت التسبب في كارثة إنسانية كبيرة لـ 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة، وهذا أيضاً قوض الوضع الأخلاقي والسياسي”.
للوهلة الأولى قد تبدو لك تلك الكلمات القليلة إدانة لحكومة نتنياهو ولكن الحقيقة أن الكاتب اعتبر أن كل ما ارتكبه الكيان في غزة لا يتعدى كونه “كارثة إنسانية” وتخلي عن الأخلاق! متغافلاً 75 عاماً من الاضطهاد والظلم بحق الشعب الفلسطيني.
إن ما حاول “هراري” الترويج له بأدبيات منمقة ما هو إلا أكاذيب تدّعي أن الكيان الصهيوني هو “النظام الديمقراطي الوحيد” في غرب آسيا ويريدون إسقاط هذا النظام.
كما اعتبر أن تصرفات “نتنياهو” وحكومته مجرد “انتقام” ولم يكن مستعداً لتذكر أن جميع الحكومات التي حكمت الكيان ارتكبت مجازر ضد شعوب المنطقة؛ وربما تكون جريمة قانا في العقد الأخير من القرن الماضي وحرب الـ 33 يوماً إحداها‘ وفي غزة مثلها، وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، استشهد أكثر من 000 10 فلسطيني في الهجمات الصهيونية، وأصيب عشرات الآلاف غيرهم.
ولعل “هراري” يعتبر غزة هي فلسطين فقط ولا ينظر إلى جرائم الكيان ومستوطناته في الضفة الغربية، حيث اغتال الصهاينة أكثر من 450 فلسطينياً في مناطق مختلفة من الضفة الغربية خلال الأشهر السبعة الماضية!!
ول”هراري” أشباه كثر ممن يحاول فصل الكيان عن “نتنياهو” وحكومته وإلقاء اللوم في الجرائم التي وقعت في غزة خلال الأشهر السبعة الأخيرة على “نتنياهو” بدلاً من “إسرائيل” في الضفة الغربية.
في المقابل يوافق أكثر من 80% من المستوطنين الصهاينة _بحسب كل الاستطلاعات_ على الهجوم على غزة وقتل أهلها، كما أن كل السياسيين والمعارضين لنتنياهو يؤيدونه في ذلك، أما نسبة الـ 20% التي عارضت ذلك، فلم تعجبها هذه الطريقة واعتقدت أنه يجب إما تجويع الفلسطينيين وقتلهم أو طردهم من غزة، ولذلك فإن الجهود التي يبذلها أشخاص مثل “هراري” لتبرئة الكيان الإسرائيلي من الجرائم المرتكبة في غزة هي جهود عقيمة لكون مبدأ الإجرام يشمل كل الصهاينة وغير محصور في نتنياهو.
وفي سياق التقرير اعتبر “هراري” نتنياهو وحكومته “مسؤولين” عن الكارثة التي حلت بالكيان الصهيوني واعتبرهم سبب أخطاء الحرب وطريقة التعامل مع المدنيين، مشيراً إلى أن حل هذا الوضع يكون من دون احترام قواعد ومبادئ الصراع والاحتلال، الأمر يتعلق فقط بتغيير نتنياهو وأداء إسرائيل.
إن خوفه من المستقبل وبالطبع محاولة إثبات براءة إسرائيل كنظام له “مبادئ أخلاقية وسياسية” جعله يكتب: “إذا لم نحدث تغييراً جذرياً في تعاملنا مع الفلسطينيين، فإن مصيرنا سيكون أسوأ”، الهيمنة والرغبة في الانتقام ستقودنا إلى فشل تاريخي، فإلى متى تظل إسرائيل مرفوضة؟
خوف يبدو أنه لم يترك مجالاً للتفكير؛ لقد تجاوز الكيان الصهيوني كل الخطوط الحمراء الإنسانية، ولا يستطيع “هراري” تغيير نظرة العالم إلى هذا النظام غير الشرعي بمئات النظريات والكتابات.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News