أخبار حلب _ سوريا
يعتبر الزعفران أحد أغلى التوابل في العالم؛ لأنه يستغرق ثلاث سنوات من وقت زراعته على هيئة بذور حتى إنتاج الزهور، كما أنه يجب أن يتم حصاده باليد، وتستخدم كمية كبيرة من الأزهار المجففة للحصول على كيلوغرام واحد من توابل الزعفران، وبعد التّجاربِ النّاجحةِ لزراعة الزعفران في محافظةِ طرطوس اعتُبِرت جبالُ السّاحلِ السّوريّ بيئةٌ مناسبةٌ جدّاً لزراعة الزعفران أو” الذهب الأحمر” كما يسمونه من حيث الارتفاع وكمّيّة الأمطار.
قريةُ تلّة في برمّانة المشايخ بريفِ طرطوس الشمالي الشرقي كانت رائدةٌ في زراعةِ الزّعفران من خلال الجمعيّةِ الفلاحيّة التّعاونيّة الإنتاجيّة المتخصّصة بزراعة الزّعفران في تلك المنطقة.
حيث أبان رئيس الجمعيّة “فايز حسن” وهو عضو في جمعيّة الأعشاب الطّبيّة ورئيس وحدة بيئيّة في تلّة خبيرٌ بالنّباتاتِ الطّبيّة العطرية، أنّ الجمعيّةُ أُحدِثَت عام 2021 حيث تمّ توزيع “الكورمات” أو الأبصال على 46 عضواً ضمن مساحة 50 م لكلّ عضوٍ وهي تجربةٌ رائدة، تأتي أهمّيتها من فوائدها الاقتصاديّة والطّبيّة.
وفي السياق ذاته، لفت “حسن”، إلى أنّ الزّعفران من النّباتات الّتي لا تتأثر بالعوامل الجويّة ولا تحتاجُ إلى تكلفةٍ ماديّةٍ، إضافةً إلى سهولةِ العناية به وارتفاع مردوده، وأنّه يُزرَع على ارتفاع 700 إلى 1100م في تربة نفّاذة ولا يحتاجُ للرّيّ لأكثرِ من مرّتين أو ثلاث مرّات كلّ عامٍ، حيثُ تبدأ زراعته من منتصف الشّهر العاشر وحتى الشّهر 11 عن طريق “كورمات” ويُعطي أزهاراً من العام الأوّل، كما أنّ “الكورمة” الواحدة تعطي من 5 إلى 7 “كورمات”. وتعدّ الأعشاب والقوارض مثل الغرير العدوّ الأوّل للنّبات.
ويمتاز النّباتُ بأنه لا يحتاج إلى سمادٍ كيماويّ بل إلى سمادٍ عضويّ، وهو سهل التسويق، كما يمتاز أيضاً الزّعفران السّوريّ بتفوقه على الزّعفران في باقي الدّول ويعود ذلك إلى المناخِ الجويِّ الملائم.
وأشار أيضاً، إلى أنّه قام بتجربةِ تقطيرِ تويجاتِ النّبات وحصل على زيتِ الزعفران، حيثُ إن كلّ 100غرام من التّويجات أعطت ربع غرام زيت زعفران وهي نسبةٌ عاليةٌ إذا ما قورِنَت بالوردةِ الشامية، ويعتبرُ هذا الزّيت مفيداً جدّاً لأمراض القلب والأعصاب والعين، وهناك تجربتان قيد الدّراسة على أوراق النّبات والأسدية الصفراء.
كما نوه بضرورة تعميم زراعة الزّعفران والتّركيز على زراعة النّباتات المحلّيّة في ريف طرطوس مثل الزّوبع أو الزّعتر البرّيّ و الميرميّة و إكليلُ الجبل، الخزامى واتّخاذها كمشاريعٍ اقتصاديّةٍ صغيرةٍ ذات جدوى عالية لا تحتاج إلى أسمدة كيماويّة ولا تتأثّر بالعواملِ الجويّة.
وبدوره، أوضح رئيس مكتب التّعاونيات الإنتاجيّة في اتّحاد الفلّاحين بطرطوس “محمّد ديب”، أنّ المساحة المستَثمرة بزراعة الزّعفران في قرية تلّة هي 2050 م، وقد تمّ تقديم إعاناتٍ مختلفةٍ و300 “كورم” لكلّ عضوٍ، بالإضافةِ إلى توزيع 110 كيلو غرام سماد عضوي لكل عضو وتمّت زيارة الجمعيّة مع وفود من إيطاليا ومركز “أكساد” والأمانة السّورية للتّنمية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي السّنة الثّالثة لزراعة الزعفران، وبعد أخذ عيّنة من جميع الحقول تبيّن أنّ هناك إنتاجاً عاليّاً من البصيلات، سيتمّ قلعها هذا الموسم لزيادة المساحات المزروعة وسيكون هناك إنتاجٌ جيّد من المياسم هذا العام، ومن الممكن أن نصل العام القادم إلى أكثر من 600 غرام من المياسم، إضافةً إلى البصيلات، وهو رقم جيّدٌ جدّاً مقارنةً بالمدّة الزّمنيّة لزراعة “الكورمات”.
وبالختام، لفت “ديب”، إلى وجود فريقٌ من الأمانة السّورية للتّنمية واتّحاد الفلّاحين مسؤول عن التّسويق إلى جمعيّات محدثة لزيادة المساحات المزروعة على مستوى المحافظة والحصول على إنتاجٍ وفير.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News